الأولويات الملكية يضع الأردن بمصاف الدول المتقدمة بريادة الأعمال
لوقائع الإخبارية: شكل اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وتركيزه الدائم على الشباب والرياديين حافزا مهما وحقيقيا لدعم ريادة الأعمال في المملكة، ودافعا لبناء منظومة كبيرة لهذا القطاع الذي يؤكد الخبراء انه يوفر حلولا كبيرة لتنمية الاقتصاد وتوفير فرص العمل.
وكان لعناية ودعم جلالة الملك عبدالله الثاني بالشباب وأصحاب الأفكار الريادية والابداعية ، ولقاءاته المستمرة معهم وتسليط الضوء على إنجازاتهم على مدار السنوات الماضية الأثر الكبير في توجيه الحكومات المتعاقبة والقطاع الخاص للتركيز على ريادة الأعمال وتطوير منظومتها في المملكة وخصوصا مع التحول التقني الذي يشهده العالم والذي حفز الشباب لابتكار تطبيقات ومشاريع يمكنها غزو الأسواق الخارجية بأقل التكاليف في الوقت الذي تظهر فيه الأرقام الرسمية بان الشباب يشكلون نسبة 70 % من المجتمع.
والأردن الذي يشكل عدد سكانه 3 % من سكان المنطقة، يشكل رياديو الأعمال فيه 27 % من رياديي الأعمال في المنطقة العربية بفضل الاهتمام الملكي بالقطاع.
قبل أكثر من 15 سنة كانت منظومة ريادة الأعمال محدودة نوعا ما وكانت ثقافة ريادة الأعمال تقتصر على شريحة محدودة من الشباب، ولكن الدعم الملكي لهذا المفهوم وتركيزه على ضرورة تعميمه والاستفادة منه مع ثورة التكنولوجيا أحدث أثرا كبيرا في كل أطراف المعادلة، لنرى اليوم منظومة متكاملة وكبيرة لريادة الأعمال في الأردن تقول التقديرات بانها تضم أكثر من 400 شركة ناشئة، وعشرات الجهات الداعمة والصناديق الاستثمارية المتخصصة في دعم ريادة الأعمال، فضلا عن اقبال آلاف الشباب لتأسيس مشاريع ريادية تقنية أو تطوع التكنولوجيا لخدمة القطاعات الاقتصادية الأخرى متخلين عن ثقافة ” البحث عن الوظائف التقليدية في القطاعين العام والخاص” بأفكار إبداعية يحلمون بتحويلها إلى مشاريع انتاجية.
ويحمل اهتمام جلالة الملك بريادة الأعمال رسالة مفادها أن مستقبل الوطن والاقتصاد اليوم هو بين أيدي شباب الوطن وهم صناعه، وهو ما يتطلب من كل الجهات المسؤولة تذليل العقبات أمامهم، فشبابنا لديه من المعرفة والعلم والمقدرة، ما يجعلنا في طليعة دول الإقليم بخاصة في المشاريع الإبداعية وتلك المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات، حيث أكد جلالة الملك في كل لقاءاته واجتماعاته بالشباب والرياديين والمسؤولين ضرورة تقديم كل أوجه الدعم للمشاريع الريادية والإبداعية، فهي تشكل أساساً للخروج من عباءة الاتكال والانتظار والنمطية، نحو آفاق إبداعية تسهم في إيجاد مشاريع إنتاجية يمكن ان تسهم بشكل حقيقي في الاقتصاد.
في العام 2019 استحدثت “وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة” وهي تعد أول وزارة من نوعها في المنطقة، حيث جاء تشكيل هذه الوزارة التي حلت محل “وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات” بعد ثلاثة لقاءات لجلالة الملك في ذلك العام بشركات أردنية ريادية ، كان أولها الاجتماع مع جلالته في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي أقيم في البحر الميت في 2019، وتبعه اجتماعان مع جلالته لبحث ومناقشة ضرورة وجود جهة ريادية مختصة بدعم الريادة في المملكة.
ولدعم ريادة الأعمال في المملكة تتولى وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة المساهمة في بناء المنصات الرقمية، والمنظومة التشريعية، والتمويلية، والتحفيزية الضرورية لازدهار الريادة والإبداع، والتي حقق الشباب الأردني إنجازات نوعية فيها.
وتواصل الوزارة ايضا العمل حاليا على إيجاد اطار يسهل أعمال الشركات الناشئة ووصولها إلى الأسواق والمستثمرين، وخصوصا مع اطلاقها مشروع ” الوظائف والشباب والتكنولوجيا” الممول من البنك الدولي ويهدف في عدد من برامجه ومشاريعه الفرعية إلى تحفيز الشركات الرقمية والشركات الريادية للتطوير والنمو وبالتبعية المساهمة في التوظيف.
كانت المرحلة الفارقة في قطاع ريادة الأعمال في الأردن والتي سلطت الضوء على امكانيات الشباب الأردني، قبل اكثر من 10 سنوات ، عندما جرى الإعلان عن صفقة شراء شركة ” ياهوو ” العالمية لموقع مكتوب دوت كوم الأردني ، بعدها اجتمع الملك بالمعنيين في قطاع تكنولوجيا المعلومات ووجههم بضرورة إطلاق صندوق لدعم ريادة الأعمال والمشاريع الناشئة في الأردن أثر كبير في تحريك ودعم وتطوير بيئة ريادة الأعمال في المملكة، والمساهمة في جعلها الأكثر تميزا على مستوى المنطقة، حيث كانت الفكرة تسعى للتركيز على خلق شركات يمكنها أن تكرر قصة نجاح “مكتوب” التي استطاعت ان تستقطب اهتمام شركة عالمية بحجم “ياهوو” وتنجز معها صفقة تعتبر الاهم في المنطقة العربية في ذلك الوقت وبعشرات ملايين الدولارات.
في ذلك الوقت جرى إطلاق صندوق للاستثمار في الشركات الناشئة هو صندوق “اويسس 500” ساهم في تأسيسه صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وبعد تأسيسه دارت العجلة باتجاه نشر ثقافة ريادة الأعمال بين الشباب وخريجي الجامعات لايجاد أفكار وشركات قادرة على التفوق والتميز والريادة واستقطاب الاستثمارات وخصوصا مع دخولنا عصر الثورة الصناعية الرابعة ومساهمة التقنية في دفع الشباب لابتكار تطبيقات ذكية تخدم كل القطاعات.
وخلال السنوات العشر الماضية زاد الحراك والتركيز على ريادة الأعمال، وتكاثرت الشركات الريادية الأردنية التي يقدر عددها بالمئات والتي خلقت آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة، حيث اظهرت آخر البيانات الرسمية التي أعلن عنها صندوق “اويسس 500” – أن استثمارات الصندوق منذ انطلاقته في الربع الأخير من العام 2010 وحتى نهاية العام الماضي 2020 (فترة عشرة أعوام) قد أسهمت في تطوير أعمال شركات ناشئة وفرت ما مجمله 4700 وظيفة مباشرة وغير مباشرة في الأردن.
وأوضح الصندوق أن هذا الرقم من الوظائف تأتى من دعمه ومساعدته وضخه لاستثمارات في 169 شركة ناشئة أردنية على مدار الأعوام العشرة الماضية، كان معظمها يعمل في المجال التقني أو يطوع التقنية في عملها أو يعمل في المجال الإبداعي.
وذكر أن إجمالي الاستثمارات التي ضخها الصندوق في هذه الشركات بلغ قرابة 9.9 مليون دولار، كما استطاع عدد من هذه الشركات أن يجذب استثمارات لاحقة بعد استثمار “اويسس 500” فيها.
وتطورت بيئة ريادة الأعمال في المملكة خلال السنوات الماضية بشكل متسارع، حيث زاد عدد البرامج والمشاريع الداعمة والحاضنة لريادة الأعمال خلال السنوات الماضية في الأردن إلى أكثر من 200 برنامج ومشروع تتبع حوالي 120 جهة.
وفي مؤشر على تفوق الشركات الريادية الأردنية، كان الأردن الأكثر تمثيلا في القائمة النهائية التي اختارها “المنتدى الاقتصادي العالمي” بالتعاون مع “مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين” في العام 2019 وضمت 100 شركة ناشئة واعدة من العالم العربي ستسهم في تشكيل الثورة الصناعية الرابعة في العام الحالي، حيث بلغ عدد الشركات الناشئة الأردنية ضمن هذه القائمة 27 شركة.