الإمارات.. مبادرة عالمية لنقل لقاحات كوفيد-19 للبلدان النامية
بتوجيهات من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ودعما لمبادرة “كوفاكس”، التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية وجهودها الرامية إلى التوزيع العادل لنحو ملياري جرعة من لقاحات “كوفيد-19” خلال العام 2021، أطلقت إمارة دبي، الأحد، مبادرة عالمية جديدة لنقل وتخزين وتسريع توزيع اللقاحات حول العالم، مع التركيز بشكل خاص على البلدان النامية.
وحشدت دبي من خلال المبادرة خبرات وقدرات كل من: “طيران الإمارات” و”شبكة موانئ دبي العالمية” ومطارات دبي والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية، لنقل وتخزين وتسريع توزيع اللقاحات حول العالم، مع التركيز بشكل خاص على البلدان النامية، التي أُضير سكانها بشدة من الوباء وتواجه تحديات في نقل وتوزيع المستحضرات الطبية.
وسيستفيد هذا التحالف من الانتشار العالمي لطيران الإمارات والقدرات اللوجستية المتميزة لموانئ دبي العالمية والكفاءة التشغيلية وقدرات المناولة العالية لمطارات دبي، والإمكانات المتطورة التي تتمتع بها المدينة العالمية للخدمات الإنسانية التي تعد المركز المحوري لانطلاق عمليات المنظمات والهيئات الدولية المعنية بأعمال الإغاثة والمساعدات الإنسانية في المنطقة، إضافة إلى الاستفادة من العمل مع مجموعة أوسع من الجهات ذات العلاقة، بما في ذلك شركات تصنيع الأدوية ووكلاء الشحن والوكالات الحكومية والكيانات الأخرى لنقل اللقاحات، من أجل ضمان أعلى مستويات النجاح لهذه المبادرة ذات التأثير الإيجابي الكبير على الصعيد العالمي، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الإمارات “وام”.
وقال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة: “نحن الآن على أعتاب لحظة تاريخية مع إطلاق لقاحات جائحة كوفيد-19، التي عطّلت مختلف أوجه الحياة في جميع أنحاء العالم. وتقف دولة الإمارات العربية المتحدة في طليعة العالم في توزيع اللقاحات، وانطلاقاً من حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على تعزيز مساهمة دولة الإمارات في تسهيل إيجاد حل عالمي لتعافي المجتمعات، فإن هذه المبادرة توحّد جهود المنظمات الرئيسية لتسريع التوزيع العالمي للقاحات المطلوبة بشكل عاجل عبر دبي”.
وأضاف قائلا: “يقدّم كل طرف في هذه المبادرة مجموعة محددة ومتكاملة من نقاط القوة والقدرات في توزيع اللقاحات، ما يسمح لنا ببناء حل شامل يسخّر المزايا اللوجستية والبنية التحتية القوية لدبي كمركز رئيسي لدعم الجهود الدولية في هذا الشأن. وأنا على ثقة أن باستطاعتنا معاً تلقّي كميات كبيرة من جرعات اللقاح وتخزينها، ومن ثمّ توزيعها إلى أي نقطة حول العالم في غضون 48 ساعة على أبعد تقدير”.
وتُعد المدينة العالميّة للخدمات الإنسانية أكبر تجمّع في العالم لمنظّمات وجهات العمل الإنسانيّ انطلاقاً من مقرها في دبي، وهي أيضاً شريك رئيسي في مبادرة نقل اللقاحات، وتسخّر خبراتها الواسعة في مجال الخدمات اللوجستية الإنسانية لنقل مواد الإغاثة، مثل الأغذية والأدوية في الأسواق ذات البنية التحتية المحدودة. وعقدت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية شراكة مع الإمارات للشحن الجوي في العديد من مهام الشحن الإنسانية، ووقعتا خلال عام 2020 أيضاً مذكرة تفاهم لتوثيق التعاون في رحلات المساعدة الإنسانية.
من جانبه، قال رئيس اللجنة العليا للإشراف على المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، محمد إبراهيم الشيباني: “بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تطورت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي لتصبح أكبر مركز إنساني في العالم، إذ تلعب دوراً محورياً في تسهيل الاستجابة الأولى للأزمات الإنسانية في جميع أنحاء العالم. وسهّلت المدينة منذ اندلاع الأزمة توزيع أكثر من 80% من الاستجابة الطبية العالمية لمنظمة الصحة العالمية في مكافحة كوفيد-19”.
وأضاف: “تحرص دبي على استمرار جهود مكافحة الجائحة مع مبادرة نقل اللقاحات والإمدادات الطبية التي تمس الحاجة إليها المجتمعات عبر العالم، فنحن جميعاً مسؤولون عن بذل كل ما في وسعنا للتعافي من هذا الوباء وتبعاته”.
خبرات وقدرات
وتتمتع الإمارات للشحن الجوي بخبرات تزيد على العشرين عاماً في مجال نقل الأدوية عبر العالم. وطورت الشركة العالمية الرائدة في النقل الجوي للأدوية الحساسة للحرارة، بما في ذلك اللقاحات، بنية تحتية وقدرات واسعة النطاق من أجل النقل الآمن والسريع للمستحضرات الصيدلانية الحساسة للحرارة.
وقال نائب رئيس أول دائرة الشحن في طيران الإمارات، نبيل سلطان: “تصدّرت الإمارات للشحن الجوي خلال جائحة كوفيد-19 عمليات نقل وتوزيع الإمدادات الطبية ومعدات الوقاية الشخصية عبر العالم. وأنشأنا مؤخراً أكبر مركز جوي في العالم مخصص لتخزين لقاحات كوفيد-19 وتوزيعها عالمياً في ’دبي الجنوب‘”.
وأضاف: “وبفضل أسطولنا الحديث من الطائرات ذات الهيكل العريض، وشبكة خطوطنا التي تغطي أكثر من 135 مدينة عبر القارات الست بما في ذلك مراكز الأدوية الرئيسية، وخبراتنا في التعامل مع شحنات الأدوية، فإننا نتمتع الآن بوضع جيد للعمل مع شركائنا في المبادرة لنقل لقاحات كوفيد-19 من أجل ضمان وصولها إلى مختلف أركان العالم، وخصوصاً مجتمعات البلدان النامية”.
وتحتوي محطتا الإمارات للشحن الجوي في دبي على مرافق لسلسلة الشحن المبرّد تزيد مساحتها على 15000 متر مربع، وقد باشرت الناقلة شحن لقاحات “كوفيد-19” على رحلاتها منذ ديسمبر 2020.
مرافق مُخصّصة
وتسهم مطارات دبي، المشغِّل لمطار دبي الدولي ودبي وورلد سنترال، في جهود المبادرة من خلال توفير مساحة إضافية في مرافق مخصصة لتخزين لقاحات “كوفيد-19” في مطار دبي الدولي. وسوف تعمل مطارات دبي، بالتعاون مع الإمارات للشحن الجوي وهيئة الصحة في دبي والشركاء وجميع الجهات ذات الصلة، لضمان تلبية جميع الإرشادات التنظيمية الصارمة لنقل اللقاحات.
وأوضح الرئيس التنفيذي لمطارات دبي، بول غريفيث، قائلا: “يسهّل موقع دبي المركزي الوصول إلى نحو 80% من سكان العالم في غضون أربع ساعات فقط، ما يجعل مبادرة توحيد الجهود وتطوير مركز التوزيع الأبرز على مستوى العالم قراراً استراتيجياً”.
وتابع: “وسوف تشهد الأشهر المقبلة طفرة كبيرة في الطلب على التوزيع العالمي الفعال والآمن والموثوق لكميات كبيرة من لقاحات كوفيد-19، لقد أردنا أن نكون على أهبة الاستعداد للاستجابة لهذا الطلب واستيعابه، لذا فإن هذه المبادرة جاءت في الوقت المناسب لتلبية الحاجة العالمية، كما أنها ستنعكس إيجاباً أيضاً على مستقبل السفر حول العالم”.