يسرى أبوعنيز تكتب :حوادث الاختناق
يسرى أبوعنيز
رغم التحذيرات المستمرة، والنشرات التوعوية،تلك الصادرة عن المديرية العامة للدفاع المدني في كل عام،مع بداية فصل الشتاء،الا أنه يتم تسجيل العشرات من حوادث الاختناق في المملكة.
هذه الحوادث ،والتي قد تقع أحيانا بشكل يومي في مختلف مناطق المملكة ،قد تكون نتيجتها في أغلب الأحيان هي الوفاة،الناجمة عن استخدام المدافىء بطريقة خاطئة.
وحوادث الاختناق التي تتكرر في كل عام ،بسبب المدافىء ،وسوء استخدامها من قبل المواطنين ،وعدم تهوية المنازل بين فترة واخرى،وعدم اتباع التعليمات والارشادات الصادرة عن الدفاع المدني ،تحصد عشرات الأرواح سنويا في الأردن.
كما أن هذه الحوادث قد تكون ضحايا في أغلب الأحيان هي أسر بأكملها ،بسبب ترك المدافىء مشتعلة اثناء النوم ،او عدم صيانتها اذا كانت مدافىء كهرباء ،او مدافىء غاز،وكذلك الحال بالنسبة لمدافىء الكاز التي تحتاج لتهوية المنزل بين فترة واخرى حفاظا على سلامة الاشخاص ممن يستخدمونها.
غير ان الوضع أصبح يزداد سوءا خلال السنوات الماضية ،وذلك بسبب الأوضاع الإقتصادية الصعبة التي تمر بها شريحة واسعة من الاردنيين، حيث لجأووا لإستخدام مدافئ الحطب ،والتي أصبحت هي الأخرى مصيدة لأرواحهم بسبب خطورتها على حياتهم ،سواء من خلال الدخان المنبعث منها،او ما تسببه أحيانا من حرائق في منازل هؤلاء الاشخاص ليكون الثمن هو حياة هذه العائلة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد،فكذلك فإن بعض الأشخاص قد لجأ لإستخدام الحطب كوسيلة للتدفئة ،وذلك من خلال اشعاله في المناقل، ووضعه في المنازل بهدف جذب الدفأ لبقية الأفراد ،الأمر الذي يتسبب بحالات الاختناق ،والوفاة أحيانا ،وذلك لعدم توفر وسائل آمنه أخرى للتدفئة لدى هذه الأسرة.
وأيا كانت وسائل التدفئة المستخدمة في منازلنا ،وأيا كانت ظروفنا الاقتصادية صعبة، فإن الحذر أمر ضروري ،ومطلوب من الجميع حفاظا على السلامة العامة ،وسلامة عائلاتنا ،بدلا من نزيد من عدد الضحايا لحوادث الحريق،والإختناق في فصل الشتاء ،والتي باتت تؤرقنا كثيرا مع بداية كل شتاء.
لأن المطلوب منا ان نحمي أنفسنا ،ونحمي أسرنا من هذا الخطر،ويكون استخدامنا آمن لوسائل التدفئة خاصة في هذه الأيام ،حيث بدأت درجات الحرارة بالانخفاض لكوننا في خمسينية الشتاء ،لما يصاحبها من بمطار وبرد و ثلوج أحيانا،وحتى لا نفقد أعزاء بسبب إهمال غير مقصود.