يسرى ابوعنيز تكتب :أمطار وسيول

يسرى ابوعنيز
لا يكاد يمر موسم مطري،او فصل الشتاء في كل عام ،الا ونفقد المزيد من الضحايا في الأردن ،وذلك جراء الأمطار الغزيرة،وبالتالي تشكل السيول في إحدى مناطق المملكة ،او في منطقة معينة،لتترك اثارها على المنطقة ،وإحداث الخسائر المختلفة ولعل أسوأها على
الإطلاق هي الخسائر البشرية.

هذه السيول، والتي تتشكل جراء الأمطار الغزيرة في معظم مناطق المملكة في كل عام ،تفقدنا المزيد من ابناء الوطن، والذين قد يكونوا انتظروا هذا الموسم بلهفة بالغة لري مزروعاتهم ،او مواشيهم،او انهم تاهوا في منطقة معينة عند تشكل السيول ليكون الثمن هو حياتهم.

 

بالأمس لقي أربعة أشخاص مصرعهم في منطقة الرويشد ،شرقي الأردن،حيث توفي ثلاثة منهم كانوا مفقودين في المنطقة بينما توفي الرابع اثناء البحث عنهم،وذلك بعد أن جرفتهم السيول المتشكلة جراء الأمطار الغزيرة المتساقطة في المنطقة ،نتيجة المنخفض الجوي الذي اثر على المملكة بعد ظهر الخميس الماضي.

و تعيد هذه السيول ،والانجرافات،وما نجم عنها من وفيات،تعيد للأذهان ،تلك الحوادث التي وقعت خلال السنوات الماضية ،ولعل أبرزها على الإطلاق إنجرافات البحر الميت ،والتي وقعت في الخامس والعشرين من تشرين الأول من العام2018،وذهب ضحيتها 20شخصا ،معظمهم من تلاميذ إحدى المدارس الخاصة ،إضافة لمرافقين ومنقذين ممن ساهموا بانقاذ الطلبة، وعدد من المتنزهين ممن جاءووا لمنطقة المياه الساخنة بالقرب من البحر النيتبعد أن جرفتهم مياه الأمطار ،اثناء قيامهم برحلة في المنطقة.

كما جرفت السيول،الناتجة عن الامطار الغزيرة، في شهر تشرين الثاني من العام2018،أب وبناته الستة ،في منطقة الهيدان في محافظة مأدبا ،اثناء عودتهم من قطاغ الزيتون،حيث نتج عن هذا الحادث وفاة الأب ،وخمسة من بناته ،بعد ان نجت احداهن.

كما جرفت السيول ،الناتجة عن الأمطار الغزيرة في شهر تشرين الثاني من العام2018،أب وبناته الستة في منطقة الهيدان في محافظة مأدبا،وذلك اثناء عودتهم من قطاف الزيتون،حيث نتج عن هذا الحادث وفاة الأب وبناته،باستثناء واحدة كانت من الناجين .

السيول ،وحوادث الانجرافات بسبب الأمطار الغزيرة ،لم تكن وليدة اللحظة ،كما انها تتكرر في كل عام وكلنا يتذكر الشاب حمزه الخطيب ،والذي سحبته السيول في منطقة وادي القمر في محافظة الزرقاء ،حيث عثر عليه متوفيا بعد فترة،حيث لم يكن هذا الحادث لم يكن الأول ،وحتما لم يكن الأخير،ولعل حادث الرويشد ،والبحر الميت،والهيدان،ووسط العاصمة عمان،واربد لدليل واضح على استمرارها.

و نحن هنا لسنا بصدد سرد هذه الحوادث ،بل للتذكير بها، ولندق ناقوس الخطر،تجاه هذه السيول التي أصبحت مصدرا لكوارث حقيقية،وذلك لنحافظ على مواطننا،وزوارنا،وممتلكاتنا من هذه السيول ،وحتى لا نخسر المزيد من الضحايا سواء من. العاملين في مجال الانقاذ ،او من المواطنين ،أما من فقدناهم فلهم الرحمة،وعزاؤنا لذويهم ولأنفسنا.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى