يسرى ابو عنيز تكتب: ضياء خريسات
يسرى ابو عنيز- فجعنا صباح اليوم ،برحيل الزميل ،والأخ ضياء خريسات،بعد أن ارهقته هموم الحياة ،بما فيها هموم المهنة،ليتوقف قلبه عن النبض،وليغادر عالمنا بعد تعرضه لجلطة ،جعلته يغادر عالمنا الى الأبد.
رحل ضياء خريسات،الزميل الذي احبه الجميع ولكل من عرفه لطيبة قلبة،وابتسامته بوجه الجميع،وحبه لكل الزملاء ،ومن يعرفهم ،فهو رجل بقلب طفل،لا يحمل الكره ،ولا الحقد،ولا الضغينة لأحد.
أكثر من سبعة عشر عاما ،كنا زملاء عمل في صحيفة العرب اليوم المندثرة،وكان ضياء خريسات صديقا ،وأخا للجميع ،لا يعادي،ولا يكره احد من الزملاء ،بل كان دائم الابتسامة حتى وإن كان الموقف يتطلب منه أن يكون اكثر حزما وذلك لطيفة قلبة.
هذه السنوات الطويلة ،والتي أمضاها المرحوم ضياء في العرب اليوم،أول الحاضرين الى المبنى صباحاً،حتى في تلك الأيام، والتي استلم شقيقه الاستاذ ضيغم خريسات إدارة الصحيفة ،فإنه لم يتقاعص قط عن العمل،ولم يغير هذا الطبع، كما يفعل الكثير منا ،لوجود من يحمي الموظف في حال وجود قريب له،خاصة اذا كان صاحب سلطة في المؤسسة التي يعمل بها.
عرفنا ضياء خريسات ،صاحب ابتسامة لا تغيب عن وجهه في وجه الجميع،وقلب كبير،وطيب يتحمل الجميع ، و يصاحب جميع من يعرفه دون وجود حواجز تذكر،فهو لا يكره،ولا يجرح احد ،لتجد ان ابتسامته في احلك الظروف تخفف من مصاب الكثير منا.
وبعد أن تم اغلاق صحيفة العرب اليوم ،كثيرا ما كنت التقي المرحوم ضياء في مقر نقابة الصحافيين ،يتبادل اطراف الحديث مع الزملاء ،مبتسما،ويطمئن على الزملاء ممن يأتون لمبنى النقابة،ويسأل عن حال هذا او ذاك.
كما اننا كثيرا ما التقينا في مبنى قصر العدل في العاصمة عمان ،بسبب تحريك قضايا من قبل اصحاب العلاقة علينا، نحن معشر الصحافيين ممن اجبرتنا ظروف الحياة،وبعد اغلاق صحيفة العرب اليوم للعمل بمهنة رئيس تحرير لأحد المواقع الالكترونيه ،وبالتالي تحمل الكثير من المعاناة، بسبب ما يترتب عليها من تواجد في المحاكم ،أمام القضاة احيانا ،وأمام المدعي العام أحيانا أخرى.
المرحوم ضياء كان يُقبل علينا معشر الصحافيين مبتسماً كعادته،وليطلق بعض النكات ،للتخفيف عن نفسه أولا،وعن الزملاء ثانيا ،وهو من اعتاد على هذا الأمر،سواء التواجد في المحاكم كرئيس تحرير،او بصفته يحمل الدرجات العلمية في تخصص القانون،حتى وإن لم يمارس مهنة المحاماة.
رحم الله الأخ،والزميل العزيز الدكتور ضياء الدين خريسات ،واسكنه فسيح جناته،وعزاؤنا لذويه وعشيرته في السلط،ولجميع الزملاء الذين خبروه،وتزاملوا معه في اكثر من مؤسسة صحافيه،وبالتالي أحبوه ،ولنترحم عليه جميعا.