فعلها بشر … فهل نفعلها نحن؟
رغم أن الدكتور بشر الخصاونة شكل حكومته في ظرف شديد الاستثنائية، وارثاً لتركة ثقيلة، أولها القرارات المتخبطة والمتضاربة في طريقة التعامل مع جائحة كورونا، بعد أن ضبط القائد الأعلى وقواتنا المسلحة إيقاع هذه الجائحة، فتم حصارها في أضيق نطاق، قبل أن تتراخى الأجهزة الأخرى، خاصة على المعابر التي صارت معبراً للفيروس، الذي انتشر بيننا، ليشكل تحدي ورثته حكومة الدكتور بشر، التي ورثت أيضاً ملفاً اقتصادياً مثقلاً بالمشاكل، بعضها مزمن، وبعضها من نتائج كورونا التي أنتجت أيضاً ملفاً تعليمياً صار هو الآخر يعاني.
رغم ذلك كله فإن المراقب المنصف يلمس بسهولة ويسر، أن الدكتور بشر يسير بحكومته حتى الآن بنجاح وإنجاز، فقد اجتازت الحكومة الاستحقاقات الدستورية بمواعيدها، فنالت ثقة البرلمان، وأنجزت قانون الموازنة، والأهم من ذلك أنها أنجزت الكثير في مجال مواجهة الكورونا، وأول ذلك المستشفيات الميدانية، والمباشرة بتطعيم الأردنيين بعد ان تمكنت الحكومة من جعل الأردن من أوائل الدول التي تشتري المطعوم، وسط منافسة عالمية شديدة.
مناسبة هذا الحديث عن حكومة الدكتور بشر، هو الإعلان يوم الاثتين الماضي تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني للبرنامج التنفيذي التأشيري للحكومة للأعوام 2021 – 2024 حيث عرض الدكتور بشر الخصاونة أمام جلالته جوانب البرنامج، مؤكداً أن هذا البرنامج سيتحول بالتعاون مع كل الجهات ذات العلاقة إلى خطة عمل اقتصادية، نصل من خلالها إلى مرحلة تعافي اقتصادي، بعد أن نكون قد تم الحد من انتشار وباء كورونا.
كما أكد الخصاونة أن برناج حكومته الذى رفعه إلى المقام السامي، يعتمد الاستمرار بالإصلاحات الهيكلية، وتطوير الحياة السياسية، وتعزيز سيادة القانون، وتحفيز الاستثمار والقطاعات الإنتاجية، والتصديرو وزيادة فرص التشغيل، وتعزيز نهج الاعتماد على الذات.
تكمن أهمية هذا الإنجازلحكومة الدكتور بشر الخصاونة، أنها من المرات النادرة التي يكون لدينا حكومة تمتلك برنامجاً تنفيذياً تأشيرياً، ولعلها المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن هذا البرنامج، ترجمة لتعهد التزم به رئيس الحكومة وأوفى به، هذه واحدة أما الثانية فهي أنها صار لنا مرجعية نحكم من خلالها على مدى جدية الحكومة بالعمل والإنجاز، مما يقطع الطريق على المشككين من جهة، ويرتب على الجميع أن يرتقوا إلى مستوى هذه الخطوة في العمل المؤسسي من جهة أخرى، لذلك فإن المطلوب هو التعامل مع هذه الخطوة بإيجابية، وبروح من المسؤولية، لإثرائها ولمساعدة الحكومة على تحقيق أهدافها، وأول الخطوات المطلوبة في هذا المجال هي مغادرة مربع الشكوى والتذمر، إلى مربع التفاؤل والتعاون، لنخرج جميعاً مما نعاني منه من ضائقة اقتصادية وتحديات صحية وتعليمية واجتماعية.