سامية مراشدة تكتب: عادتهم ما بتتغير ..
أغلب الإتصالات الهاتفية استثمرت تحت عنوان ” جيب الأغراض يا أبو العبد ولا تنسى ” وأبو العبد من عوايده يتجاهل الإتصالات التي تأتي من جهة إتصال واحده ” زوجته” ،أبو العبد ركز بالرد فقط على مديره وزميله بالعمل وأخوه أبو محمد ، أبو العبد لا يرد على الإتصالات المتكررة التي يعتقد بأنها مزعجة لكن تأتيه رسائل واتس أب وأبو العبد كثيراً يتذمر من تلك النغمة المعروفة ،هاتف ابو العبد لم يهدأ بالذات هذا اليوم ما بين نغمة الإتصال ونغمة الواتس أب ” ، رنه بعد رنه واذا لم يرد فوراً تأتيه رسالة واتس أب رسالة بعد رسالة واخرها مكتوب فيها” طنش يا ابو العبد مهي هاي عوايدك”.
سلك ابو العبد طريقه مستعداً للعوده من العمل الى السوق ومن ثم الى منزله ،فركب حافلة نقل العام وجلس على الكرسي المفرد وهو يتأمل المحلات التجارية وسائقين السيارات الفارهة من شباك الباص وبالصدفه شغل السائق الراديو وكانت هناك حلقة من مسلسل درامي يتميز بأنه يتحدث باللهجة الأردنية ” القروية” المشهد أختصر على أبو صالح وأم صالح ” فأنسجم الركاب الباص بذلك المسلسل ،أم صالح وبصوت عالي تقول لزوجها عل اليوم الي شفتك فيه و ما شفت اليوم الهني ، وأبو صالح بيقول يا مستوره وطي صوتك وكملي الطبخة ،أم صالح رجعت تقول عل اليوم يلي طاوعتك وبعت الذهبات ..،ويرد عليها يا مره وطي صوتك و كملي الطبخة ، هديت أم صالح شوي وتذكرت موقف وقالت عل اليوم … ،وابو صالح يطنش لحتى كملت الطبخة ، طلع أبو صالح متعود على نغمة “عل اليوم ..” وأم صالح متعوده على أسلوب تطنيش زوجها ، صَبّوا الطبخة والطبخة ما عجبت أبو صالح وقال ” عل اليوم …” ،واكتفت أم صالح بالسكوت وايدها على خدها ،فتفاعل الركاب مع الدراما بشكل ملفت للنظر وتحمس أحد الركاب ” واذ يقول عندك اياه ابو صالح” ، وفي هذاك الوقت جاء اتصال من رقم غريب لأبو العبد وهو يبتسم من الموقف الدرامي ، فأضطر أبو العبد أن يرد وإذ هي زوجته تتصل من هاتف الجارة ،”وقالت هاظ انت يا أبو العبد وهاي عوايدك “جيب الأغراض ولا تنسى “.
أبو العبد متمسك بهذا النهج منذ سنوات وطبعه لا يتغير كمثل حكوماتنا الحالية والسابقة و الرسائل اليومية التي تذهب عبر قنوات الاتصال لا يرد عليها ، وأن أبو العبد الذي يشكل شريحة من المسؤولين يعلمون كل شيء و يتغافلون عن سماع اصوات التجار واصحاب الاستثمار و العاطلين عن العمل والفقراء وخاصة في ظروف الإقتصادية التي يمرون فيها ، فهذا الحال الذي نمر به اليوم وكأننا عبارة عن واجة الأتصال واحده و يرفض الرد عليها .