يسرى ابوعنيز تكتب: الزملاء إذ يتساقطون كأوراق الشجر
يسرى ابوعنيز
مساء الأمس فجعنا برحيل الزميل العزيز،والصحافي أحمد محمد النسور (أبو معاوية)،الذي كان شقيقنا الأكبر في دائرة المحافظات ،في صحيفة العرب اليوم ،بحكم منصبه في الصحيفة،كمديرا للدائرة،ومن ثم رئيساً لقسم المحافطات في العرب اليوم.
تقاسمنا معه في هذا القسم،وعلى مدار عشر سنوات،كل شيء ،الحلو والمر،والظروف السيئة التي مررنا بها،سواء في قسمنا المتواضع ،أو في صحيفة العرب اليوم ،حتى عصفت هذه الظروف بالصحيفة،ومن ثم اغلاقها.
و في هذا القسم أيضا،كما هو الحال في الصحيفة ،وكما هو الحال أيضاً في أي مكان عمل آخر،اختلفنا كثيرا في وجهات النظر ،وكذلك اتفقنا كثيرا ،غير أن مصلحة العمل كانت في المقدمة ،وكانت دائما المصلحة العامة هي التي تطغى على جو العمل.
وبعد أن أغلقت صحيفة العرب اليوم أبوابها ،في الثالث عشر من شهر تموز في العام2013،وفصل جميع موظفيها ،لأسباب لا زلنا نحن أبناء الصحيفة ،وممن قمنا على تأسيس هذه الصحيفة ،واستمرينا رغم قساوة الظروف للعمل فيها ،رغم اختلاف من يملكون الصحيفة ،وواختلاف الادارات التي مرت عليها ،تشتتنا وأصبحنا بلا عمل ،ووجدنا أنفسنا بالشارع ،ودون الحصول حتى على رواتبنا، والحجة في كل ذلك الضائقة المالية،ورغم كل ذلك استمرت علاقاتنا طيبة ،وجميلة مع بعضنا البعض ،نتفقد بعضنا بين فترة وأخرى،وكان فقيدنا رحمه الله أحد الأشخاص الذين لم تهن عليهم الزمالة في العمل.
رحل الزميل العزيز ،أحمد النسور (أبو معاوية)رحمه الله كما رحل من قبل ،وخلال هذه الفترة،الزملاء ممن كانوا ضمن كوادر العرب اليوم،وبعضهم من المؤسسين لهذه الصحيفة المندثرة خالد الزبيدي ،وجواد البشيتي،وضياء خريسات،وتيسير النجار،رحمهم الله برحمته الواسعة،وها هم يرحلون عن عالمنا الواحد تلو الآخر،كأوراق الشجر حينما تتساقط في فصل الخريف.
رحم الله الزميل العزيز ،احمد النسور (أبو معاوية ) وتغمده برحمته الواسعة ،وتعازينا الحاره لأسرته،وللزملاء،ولأنفسنا،رحمه الله ،واسكنه فسيح جناته ،كما هو عزاؤنا لذوي الزملاء الذين رحلوا.