د. حنين عبيدات تكتب: يتزوجون بحفلة وينفصلون بسوء
كثيرة هي الفئات المجتمعية التي لا تفهم معنى الزواج بأنه مودة و رحمة وإحترام و حب و صنع الحب و الدفء و ليس برودا و جفا و قرارات و أوامر و كأن البيت ثكنة عسكرية و هناك عساكر برتب مختلفة تطبق أدوارا محددة.
عندما لا يكون عند الزوج و الزوجة إدارة في السيطرة على المشاكل التي قد تحدث بينهما أو عدم فهم وجهات نظر بعضهما، أو يتسبب سوء تفاهم معين بتفاقم الأمر على سخافته، فيتم تكبير الموضوع و إيصاله لأهل الطرفين، هنا المعضلة الكبيرة إذا لم يكن أحد الطرفين حكيم أو مثقف أو يقدر بأن الزواج ليس عسلا و جنة بأكمله و خصوصا أن طرف الزوج سيجمل ابنه و يقول عنه: (مدللا) و طرف الزوجة سيجمل ابنته و يقول عنها : (مدللة)، طبعا صفة الدلال للرجل لا أعرف لما تسقط من عيني و كأنه بلا شخصية و قرار و في الحقيقة من يصف نفسه بذلك هو كذلك.. تكبر قضية الزوجين بتدخل أحد الطرفين ان لم يكن حكيما و يكون ذلك كيف؟ يصبح لديه تصور سيء عن إحدى الزوجين فيتفاقم الأمر و يصبح الموضوع في الحواري و البلدان فلا حفظ لقيمة أحد و لا حفظ للكرامة الإنسانية و بنهاية (الفضايح) يتصالحون و كأن شيئا لم يكن و لكن الإستعراض عند البعض في دمهم و ثقافتهم.
و في حالة أخرى ، فإن بعض الأهل يصبح عقلهم الباطن يكره و يقف لكل من الزوجين إن كان الزوج أو الزوجة على أي مشكلة من كثرة الشكاوي عليهما منهما، فتتفاقم المشكلة و خصوصا ان هذا الجانب يخص المرأة فيصب اهل الزوج بالزوجة كل المشاكل التي قد تحدث لزوجها وان كانت قضاء و قدرا أو عدم قناعته بالحياة، فتتجرع مر حماقة زوجها في الشكوى لأهله بكل صغيرة و كبيرة بسبب أنه ليس لديه إدارة و (مدلل)،.
و في حالات أخرى ، الزوجة لا تترك سرا في بيتها الا تقوله لأهلها و صديقاتها و إن كان الجهل عام طام تحدث المشكلات العميقة ، لذا فالخصوصية بين الزوجين ان بقيت المودة والرحمة بينهما أو انقطعت و اجب أخلاقي و أدبي.
قال الله تعالى:( إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ۚ) صدق الله العظيم.
هذه الآية لا يفهمها الكثير و الكثير و هذا يدل على الجهل المدقع الذي بدم فئات مجتمعية كثيرة و خصوصا من يتقمصون الشكل الديني و في نفوسهم نار تحرق….
عند الطلاق تبدأ مطحنة السوء، و الزوج يقول لأهله أسرار زواجه و الزوجة كذلك، و لكن سطوة مجتمعنا و ما يقوله الزوج يبقى له صدى أكبر و خصوصا أن المرأة المطلقة تعتبرها بعض الفئات غير صالحة، أما الزوج صالح و يحق له مايحق لغيره و يتقمص صفة المظلوم، و يبدأ التراشق بالسوء بين الزوجين و أهلهم و الإفتراء و قلة القيمة، ناهيكم عن الأشرار الذين يتدخلون تلقائيا و يبدأوا باستغلال الموضوع و تأليف قصص غريبة بسبب الحسد أو كره الآخر، لما لا ينفصل الزوجان باحترام دون أذى و سوء و شتيمة، و تبادل الإتهامات و إن كانت صحيحة فالتستر عليها و احترام الذات و الآخرين و اجب، فكل ما يحدث من سوء للتبرير و دفع الإتهام عن أحدهما و الدفاع عن النفس أمام المجتمع، و خصوصا الزوج و كثيرة هي القضايا التي سجلت على هذه القصص في المحاكم في أنه لم يقبل أنه يسرحها بمعروف بل سرحها بسوء ، فلم يدرك أنها أصبحت غريبة عنه و يحق لها أن تخبره بأنها غريبة عنه عن طريق القانون أو القضاء العشائري ، و لا أعلم إن كان الرجال كانت لديهم نفس ردة الفعل!!!
حسبنا الله و نعم الوكيل