يسرى أبو عنيز تكتب: الأم..والكرامة
يسرى أبو عنيز
هي صدفة جميلة ،والتي يتزامن فيها احتفال العالم بعيد،أو يوم الأم،والذي يصادف اليوم الحادي والعشرين من آذار،وفي الوقت ذاته يصادف احتفالنا في الأردن بذكرى معركة الكرامة الخالدة.
واحتفالنا بالأم والكرامة معا،هو احتفالنا بالوطن،وحب الوطن، والانتماء للوطن،لأن الأم هي الوطن،وهي من علمتنا حب الأوطان ،وأنجبت من يذود عن الأوطان،ويعشق الأوطان منذ نعومة أظفاره.
الأم حكاية لا تنتهي ،أول حروفها هو حب الوطن،وآخر حروفها كذلك ،هي قصة من الولاء والانتماء لا تنتهي لكل ذرة من تراب وطننا الطهور ،وهي قصة عشق أبدية بين الوطن والمواطن الغيور على وطنه.
الأم هي قصيدة شعر جميلة تتغنى بالوطن في كل بيت من ابياتها،وفي كلماتها ،تفوح من بين هذه الكلمات ،ومن بين ثناياها رائحة العرق الممزوج بتراب الوطن،ورائحة دماء شهداء الوطن،ورائحة القيصوم،والدحنون،والزعتر،
معلنة حبها لترابه إلى آخر العمر.
الأم هي الوفاء،وهي العشق الذي لايشبهه عشق ،وهي الحب،هي الأمل الذي يمنحنا الحياة ،ويخبرنا بأن غداٌ أجمل بمشيئة الله،هي الحياة التي نعيشها،والتي تغيب عنا عندما نفقد امهاتنا،حتى وإن كنا أحياء على هذه الأرض.
الأم هي الكرامة التي نعيشها ،والكرامة هي الحياة التي سطر حروفها جنودنا البواسل،وليرسموا لنا طريقنا للحياة ،لأن الأمهات هن من أضأن الطريق لحماة الوطن ،ليكون الوطن في المرتبة الأولى في
كل شيء ،ولا يزاحمنا في حبه،وعشقه اي شخص.
الام هي لمسة الحب والحنان،وهي المرهم الذي يداوينا،وهي البلسم الشافي من كل امراضنا وجروحنا في الحياة ،فيدها الحنونة تمسح دموعنا،وحبها الدافئ ،وقلبها الكبير ملاذنا في ضعفنا وقوتنا،فرحنا وحزننا،وعشقها الصادق لا يشبهه عشق ولا حب.
الام هي المدرسة التي تعلمنا في الحياة ،وهي التي خرجت الرجال ليدافعوا عن أرض الأردن الغالية في معركة الكرامة،ولا زالوا يفدونها بأرواحهم،ويفدون أرض فلسطين ؛فهنيئا لكم بأمهاتكم وكل عام وهن بألف خير لكن أمي وجميع الأمهات اللواتي فارقن الابناء والبنات فعيدهن بالجنة أجمل إن شاء الله.