بيان صادر عن بلدية معان الكبرى
إن ما يمر به العالم من إنتشار جائحة الكورونا قد أثرت سلبا على مختلف الأمور الاقتصادية والثقافية والسياسية والإجتماعية، وقد كان البلاء عاماً مفاجئاً ظهر دون سابق إنذار، حيث إنتشر الوباء الى كافة أرجاء دول العالم ومن ضمنها دولتنا العزيزة الأردن التي استطاعت بفضل توجيهات القيادة الحكيمة ومركز الأزمات والجهود المكثفة من قبل وزارة الصحة ووزارة الإدارة المحلية وكوادرهما وقواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية والدفاع المدني وكافة مؤسساتنا التي نعتز ونفخر بها ان تقاوم وتتحدى هذا الوباء وتمنع وصوله إلى المواطن.
حيث كان موقف الأردن منذ بداية جائحة كورونا يُضاهي مواقف الدول الكبرى من حيث العلاج والوقاية والتعقيم وإدارة الأزمة بكل نجاح وإقتدار.
وبما أن أزمة كورونا بدأت تزداد وتنتشر بحالات متعددة وأنواع متغيرة ومتجددة فإن ذلك استدعى الأردن القيام بمهام أكبر وجهود متميزة وجبارة راعت من خلال ذلك مصالح الوطن والمواطن والإقتصاد والحياة الإجتماعية بشكل عام.
وقد سمعنا في الآونة الأخيرة أن هناك اصواتاً من الأردنيين داخل الوطن وخارجه بدأت تنادي بمسيرات حاشدة ويوم غضب في ٢٤ آذار داخل أرجاء المملكة من أجل زعزعة الإستقرار ونشر الوباء أكثر مما هو عليه الآن، حيث أن الظروف الصحية في الأردن أصبحت تنذر بعلامات الخطر للشعب بأكمله لأن انتشار للوباء كان سريعاً وتجاوز عشرة آلاف حالة يومياً للإصابات وموت المئات خلال كل اسبوع، وإن دُعاة المسيرات بهذا الوقت بالذات ما هو الا قتل للمواطن ونشر المزيد من الإصابات وبالتالي زيادة بأعداد الوفيات الأمر الذي ينعكس سلباً على الوطن ومؤسساته واقتصاده وأجهزته وكوادره بالضغوطات المالية والنفسية والخسائر الفادحة.
ولا شك اننا نُقر ان الظروف الإقتصادية صعبة جدا والبطالة قد إزدادت وتضررت قطاعات كبيرة جراء الجائحة ومن حق المواطن أن يكون آمناً في بيته ووطنه وتجارته وعمله، ولكن أن تتكاثر الخناجر لطعن الوطن ومؤسساته من الخلف في ظروف أحوج ما تكون الإرادة والشعب كاملاً يقف صفاً واحداً من أجل الخروج من الأزمة بأقل الخسائر لأن المواطن أغلى ما يملكه الوطن وحياة المواطن أيضا مقدسة بالمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
فمن الواجب الوطني والديني والأخلاقي ان نكون في صف الوطن وقيادته وأجهزته ومؤسساته وأن نراعي ظروفاً صحية كبيرة دمرت اوطاناً ومدن كبرى واقتصاديات شركات عالمية.
فالوقت ليس هذا الوقت والزمان ليس هذا الزمان فلكل مقام مقال فمن أراد بالوطن خيرا فليلزم بيته منعاً من نشر الفيروس والعدوى لغيره وأهله ومحبيه وبالتالي فإن الطاقة الإستيعابية لمستشفياتنا قد تجاوزت العدد المحدد الذي يجب أن نحارب من أجل تخفيضه الى الحدود الدنيا للاصابات لتعود الحياة الى طبيعتها واستقرارها وأمنها وأمانها.
فمن باب المصلحة العامة نناشدكم بالضمير الحي والوطنية الصادقة بدرء باب الفتنة وإغلاق مصدات الرياح السامة وعدم الإمتثال لنداءات جائت تنادي بالحقوق في الوقت الخطأ.
وتذكروا أن وطننا الأردني العزيز على قلوبنا يتعرض بهذا الوقت بالذات الى مؤامرات دخيلة من الخارج ومدعومة من دعاة الفتنة والشر الذين يريدون دمار الوطن وتشتيت شعبه وتفتيت وحدته ونتمنى أن لا تنطلي هذه المؤامرة على شرفاء الاردن واحراره داخل الوطن بحجج وذرائع عديدة لا تخدم إلا الأعداء.
عاش الأردن قويا معافى وعاشت كل الأصوات الحرة التي تنادي بمصلحة الوطن والمواطن وبعيداً عن الصدامات والفتن والانقسامات لأن التجمع في هذا الوقت مضاره أكبر بمئات المرات من منافعه.
اللهم فأشهد اننا قد بلغنا…اللهم أحمي هذا الوطن وقيادته وأجهزته وشعبه الآمن الوفي الحر وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والسلام على من اتبع الهدى والنصيحة.