برنامج عين على القدس يناقش حملة لإنقاذ سكان حي الشيخ جراح بسبب اقتراب ساعة “الخراب” تفاصيل
سلط برنامج عين على القدس الذي بثه التلفزيون الاردني، أمس الاثنين، الضوء على حملة الانقاذ من الترحيل التي اطلقها سكان حي الشيخ جراح في القدس.
وعرض البرنامج في تقريره الاسبوعي المصور في القدس، مشاهد لحي الشيخ جراح مع اقتراب ساعة “الخراب” بالنسبة للعائلات المقدسية المهددة بالإخلاء في الحي، والبالغ عددها 28، وتضم اكثر من 500 فرد، حيث سيتم اخلاء اراضيهم ومنازلهم لصالح الجمعيات الاستيطانية التي تهدف لتحويل هذا الحي العريق الى حي استيطاني، بعد ان رفضت محكمة الاحتلال المركزية طلبات الاستئناف المقدمة من قبل الفلسطينيين، وأصدرت قرارا بالإخلاء.
وأشار التقرير الى الحملة الالكترونية التي أطلقها اهالي الحي ونشطاء، على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار “أنقذوا حي الشيخ جراح”، وجهوا خلالها دعوة للجميع للمشاركة بالحملة “لإيصال اصواتهم للعالم” بحسب ما قالت المقدسية ريم عارف حماد التي تم اصدار قرار من المحكمة بإخلاء بيتها.
وأوضح التقرير ان اصداء الحملة وصلت الى مسامع المجتمع الدولي، حيث زارت وفود من القنصليات والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والاونروا الحي، وأعلنوا تضامنهم مع العائلات في صراعهم من أجل البقاء.
مديرة شؤون الاونروا في الضفة الغربية، غوين لويس، قالت في حديثها خلال التقرير، انهم يحاولون الضغط والمناصرة بالنيابة عن هذه العائلات لاحترام القانون الدولي الانساني في القدس الشرقية، ودعت لدعم هذه العائلات لتفادي “فقدانهم لكل ما يملكون” وتفادي تهجيرهم للمرة الثانية، خصوصا وان لديهم اطفالا.
كما تحدث التقرير عن معاناة اهالي بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، حيث يواجه قرابة 100 مبنى يسكنها اكثر من 1500 شخص، يشكل الاطفال 63 بالمئة منهم، خطر الهدم الفوري في أعقاب طلب قدمته بلدية الاحتلال قبل أسابيع، ضمن مخطط اصبح واضحا للجميع، وهو تهويد مدينة القدس بأسرع وقت ممكن.
صاحب أحد البيوت المهدة بالهدم في حي البستان بسلوان، الحاج احمد العباسي، قال: ” ان هذه دولة ارهابية، لا تهتم لا بالحجر ولا بالبشر”، مؤكدا بانه “ليس خائفا من الاحتلال”، وانه سوف يبقى داخل بيته وسيطلب من الاحتلال هدم البيت عليه، واضاف بان “الموت واحد وانه لن يدعهم يأخذون ارضه ووطنه”.
واستضاف البرنامج الذي يقدمه الاعلامي جرير مرقة، المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، الدكتور وصفي كيلاني، الذي بين ان معركة اهالي منطقة الشيخ جراح بدأت منذ العام 1972 عندما اصدرت المحكمة الاسرائيلية “تحويل طابو” للأرض القاطنين عليها ومساحتها 18 دونما و300 متر، لصالح جمعية استيطانية تسمى جمعية اليهود الغربيين وجمعية اليهود الشرقيين دون وجه حق ودون اثبات ملكية.
وأضاف انهم في صراع ومكابدة مع محاكم الاحتلال والمستوطنين الطامعين بإخلائهم من منازلهم منذ 49 عاما، وهم صامدون بحكم المكابدة القانونية من خلال محامين عرب وبدعم من محافظة ووزارة شؤون القدس، وبدعم ومتابعة مباشرة من المملكة الاردنية الهاشمية.
وأشار الى أن المحكمة الاسرائيلية بنهاية المطاف طالبتهم بإحضار وثيقة عقد اصلية بين المستأجرين في منطقة الشيخ جراح وبين وزارة الإنشاء والتعمير الاردنية، معتبرا هذا الامر تسويفا وحججا باطلة، لان الاهالي عندما تقدموا بعشرات الوثائق التي زودتهم بها الاردن، لم يسعفهم ذلك امام المحاكم الاسرائيلية رغم صحتها.
واستشهد الكيلاني بوثائق اصلية من الانشاء والتعمير تثبت انها عملت على استملاك قطع الاراضي وتوزيعها على المستأجرين ال28، اضافة لوثائق تحوي اسماء جميع المستأجرين، لافتا الى ان جميع هذه الوثائق تعتبر حجة امام المحاكم الاسرائيلية اذا كانت صادقة وتربد احقاق الحق وابقاء سكان حي الشيخ جراح في مساكنهم. وعن ادعاءات الاحتلال بملكية هذه الاراضي ليهود قبل استملاكها من السلطات الاردنية، اوضح الكيلاني ان المحامين الذين يعملون على القضية حصلوا على وثيقة من وزارة الخارجية التركية، تفيد بعدم وجود ما يثبت بان قطعة الارض المشار اليها تم شراؤها من قبل جمعية اليهود الشرقيين لدى ارشيف الطابو العثماني.
كما أشار الى حجة اخرى صادرة عن المحكمة الشرعية الاسلامية في القدس ومحفوظة في ارشيفها تعود لعام 1895 اي بعد ادعاء شراء اليهود للارض، تفيد بان الارض تم شراؤها من شخص يدعى البندك، وتم تثبيت هذه المعاملة في المحكمة الشرعية عام 1966. واستعرض الكيلاني بعضا من بنود عقد الايجار الموقعة بين الحكومة الاردنية والاونروا واهالي الشيخ جراح، حيث ينص البند 11 على تفويض ملكية العقار الى المستأجر، دون تأثير هذا الاتفاق في حقوق المستأجر في عودته الى وطنه وفي اي تعويض عن ممتلكاته فيها او حقوقه السياسية فيها. ونفى الكيلاني الادعاءات التي تقول بأن الاردن اسقط حقوق هؤلاء القاطنين كحقوق لاجئين وحق العودة داخل الخط الأخضر، مشيرا الى ان الوثائق تثبت حقهم، وأن الاردن لن يتأخر ولن يدخر جهدا بتقديم الوثائق المتوفرة ليده، ولا بالدعم السياسي والدبلوماسي، وحشد الضغط الدولي من أجل الابقاء على حي الشيخ جراح حصنا منيعا وسط القدس الشرقية وعلى مقربة من القدس القديمة. — بترا