مجلة “الإصلاح” في عيدها الخمسين

بقلم: شاكر فريد حسن

تحتفل مجلة “الإصلاح”، هذه الأيام، بمرور 50 عامًا على صدورها. وبهذه المناسبة البهيجة نتقدم باحر التهاني القلبية لرئيس تحريرها الأديب الأستاذ مفيد صيداوي، وهيئة تحرير المجلة والقراء الأعزاء، راجين أن تواصل “الإصلاح” الصدور وأداء رسالتها الثقافية والإنسانية، واستمرارية دورها الريادي النهضوي والتنويري في خدمة المشهد الإعلامي والثقافي الفلسطيني في هذه الديار.

“الإصلاح” هي مجلة الثقافة والفكر والإصلاح والتقدم، تواصل الحياة والبقاء، رغم العراقيل والمصاعب المالية، كمشروع إعلامي وفكري وحضاري طموح، لنشر الكلمة الحرة الصادقة والفكر التقدمي المستنير والمضيء، وتأصيل الوعي بأهمية الثقافة والمعرفة في معارك الحضارة والتحرر الوطني.

 وهي أحد المنجزات الثقافية المهمة، والروافد الفكرية، في ظل غياب واحتجاب الكثير من المجلات، التي كانت تصدر في بلادنا، تحتضن الكثير من الأقلام والكواكب الأدبية، وتعمل على نشر المساهمات الأدبية والدراسات النقدية والنصوص والتجارب الإبداعية. ويهتم أنصارها بان يظل ركبها يسير قدمًا في كل مجال، رغم محاولات البعض الوقوف ضدها بهدف حجب انوارها وضوئها.

وهي تتمتع بدعم كل الغيورين الذين يؤمنون برسالة الأدب والثقافة المعرفية، وهذا كان عاملًا رئيسيًا باستمرارها وديموتها، وفي صمودها بوجه الرياح العاتية، كي تظل تصدر بانتظام، تنقل لقرائها صورًا من الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية، بحلوها ومرها، في خضم هذا العالم المضطرب.

إنها منبر وصرح ثقافي وفكري حر، يلتف حولها أهم وأبرز الكتاب والمبدعين والمثقفين في البلاد، وسجل تاريخي وتوثيقي يحفظ أخبارهم وصورهم ونتاجهم الأدبي والفكري.

وتحرص “الإصلاح” على إبراز الحراك الأدبي والثقافي في البلاد، وينعكس ذلك في نشر التقارير والأخبار عن آخر الأنشطة والفعاليات الثقافية والمطبوعات والإصدارات الجديدة، وبذلك شكلت مشروعًا ثقافيًا رائعًا واشعاعًا أدبيًا ساطعًا في سماء المعرفة والإعلام والثقافة الفلسطينية في الداخل.

إننا نثمن عاليًا دور ومكانة وجهود “الإصلاح” في تعميق ونشر الثقافة والمعارف والقيم، وتعزيز الانتماء والهوية الوطنية، وطرح القضايا الوطنية والمجتمعية والتفاعل معها، وترسيخ مفاهيم الثقافة العربية الإسلامية، وصيانة التراث الإنساني التقدمي، وتشجيعها الأقلام والمواهب الجديدة الواعدة، وتقديمها ما هو هام وهادف وجاد، يسهم في تنشئة جيل أدبي وثقافي قادر على صنع مستقبله، وتحقيق أهدافه وطموحاته وأحلامه المنشودة.

ألف تحية لرئيس التحرير الصديق مفيد صيداوي، الذي يكد ويعمل بمثابرة لأجل التحسين والتجديد، رغم شح المصادر وقلة الامكانيات، كي تصدر المجلة بأجمل وأبهى حلة وأرفع مستوى. فبوركت جهوده وسدد اللـه خطاه، وقدمًا إلى الأمام.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى