يسرا ابو عنيز تكتب : إلى أخي الغائب
يسرى أبوعنيز
الغائب عن عائلته،ووأطفاله،ووالدته المسنة قسراً،دون معرفة مكانه،ودون معرفة سبب غيابه عنا.
فأخي غاب هذه الليلة عن منزله،وأسرته الصغيرة ،وأسرته الكبيرة (والدته،وأخوته من الرجال والنساء،وابناء وبنات أخوته،وابناء عمومته،وعشيرته،وابناء قريته شفابدران).
ولم يعتاد أخي الغياب عن أسرته،وبيته،منذ أن تقاعد من الجيش العربي ،منذ اكثر من ثلاث سنوات،حيث كان في الخدمة العسكرية جنديا وفياً لتراب الأردن الغالي،منذ أن كان تلميذاً في جامعة مؤته الجناح العسكري ،في تسعينيات القرن الماضي.
اخي الغائب
كيف حالك ،وكيف وضعك الصحي؟تُرى هل تناولت الدواء في موعده؟أم أنك نسيت تناول الدواء ،ونسيت تناول الطعام ؟
تُرى هل وجدت فراشاً دافئا،أم أن البرد في هذه الليلة تمكن من اطرافك،والتي يكمن الألم فيها؟.
أخي الغالي
لا تطيل غيابك عنا،ولا عن أسرتك، وأطفالك، ومنزلك،ووالدتك الحجة ،فكلنا بإنتظار عودتك.
حجتنا ستستقبلك بدموع الأم الفرحة بعودة الغياب.
وأطفالك بإنتظار حبك ،وبإنتظار قول كلمة”الحمدلله على السلامة يا بابا”.
أخي الحبيب
تُرى ماذا ستقول للصغير عون عن سبب غيابك ،عندما يلح عليك بالسؤال كما اعتاد أن يفعل،أم هل ستقول له نصف الحقيقة،أم ستخفي عنه الحقيقة كاملة،وأنت الذي إعتدت على قول الحقيقة كاملة ،حتى وإن كانت مؤلمة،غير أن هذه المرة مختلفة.
أخي العزيز أبا حمزه تُرى هل يعلم حمزه ،وفيصل أطفالك، والذين كبروا في هذه الليلة ،وأصبحوا رجالاً مسؤولون عن أسرتهم الصغيرة ،وسنداً لوالدتهم ،وشقيقهم الأصغر عون،والأخت الوحيدة هاجر،تُرى هل أخبرتهم أن حُب الأوطان يحتاج منا الكثير.
أخي الغائب
أتمنى ألا تطول غيبتك،وألا يطول انتظارنا،لأن غيابك حتما سيكسر ظهورنا،وأنت الرجل المُسالم،ولكنك لا تقبل في الوقت ذاته الظلم ،لأن هذا الظلم سيشكل غصة في حلقك وحلوقنا،لذا فإننا نقول أنت في رعاية الله،وأمانه،ونحن نستودعك الحي الذي لا ينام.