يسرى أبوعنيز تكتب: وماذا بعد ؟
يسرى أبوعنيز
وماذا بعد ؟ولا جديد نتحدث عنه حتى كتابة هذه السطور،حول إعتقال أخي العقيد المتقاعد من الحرس الملكي ،منذ ثلاث السنوات ،مصطفى عايد أبوعنيز ،والذي لا نعرف عنه شيئا ًمنذ صباح يوم الإثنين الماضي ،ولا من هي الجهة التي اختطفته،أو إعتقلته.
وماذا بعد؟ونحن الذين ننتظر وبفارغ الصبر أن نعرف الجهة التي اعتقلته،أو أن يخرج احد المسؤولين ويطمئن اهالي المعتقلين ،والذين حالهم كحال أخي ،وذلك لمعرفة حتى التهم الموجهة اليهم.
وماذا بعد؟ونحن من قدم الاباء قبل الابناء ارواحهم رخيصة فداءً للوطن،والذي عشقناه اكثر من أنفسنا،وتربينا على هذا الحب منذ كنا صغاراً،ولا يعادله،أو ينافسه اي حُب.
وماذا بعد؟ولا يوجد اي جديد يلوح بالأفق حول ابناؤنا،ولا إخواننا ممن اعتقلوا منذ أسبوع ،ومنهم من يعاني من المرض،وهم من خدموا الوطن ،وكانوا ضباطاً شرفاء في جيشنا العربي.
و ماذا بعد ؟وقد طال الانتظار بالنسبة لزوجات،وأمهات ،وأطفال المعتقلين ،دون معرفة اية تفاصيل عنهم،ولسان حالهم يقول ما الذي فعله هؤلاء ليتم اعتقالهم،دون معرفة مصيرهم من جهة،أو عودتهم لبيوتهم؟.
وماذا بعد ؟ونحن بانتظار بريق من الأمل ،أو بصيص من الأمل حول مصير معتقلنا العقيد المتقاعد مصطفى عايد أبو عنيز،والذي ننتظر بفارغ الصبر معرفة اية معلومة حول هذا الأمر،وحول مصيره ومن معه.
وماذا بعد؟وقد ناشدت زوجة أخي ،ووالدة أطفاله الذين لم يتجاوز عمر كبيرهم سن الخامسة عشر بعد ،وفي فيديو بثته قبل أيام الحكومة الأردنية ،الإفصاح عن مكانه،والجهة التي اعتقلته من الشارع ،لتؤكد من جديد أننا لهذه الأرض،والوطن ننتمي،كما أننا لم نكن دعاة فتنة في أحد الأيام.
وماذا بعد ؟ ونحن أبناء الأردن الذين لا يزاود أحد على حبنا،ولا على ولائنا،ولا انتمائنا للوطن الذي نفديه بالغالي والرخيص،وهنا لا نتحدث عن أخي فقط ،فكل المعتقلين،والمخطوفين أخوتنا،ونؤكد حبهم للوطن ،ولا يوجد شيء غير الحب للوطن والانتماء له،ونتمنى أن تنتهي هذه الغمه،ويعود المعتقلين لأسرهم وأهلهم،وألا يطول غيابنا.