تعثر مفاوضات نتنياهو لتشكيل حكومة
مع بقاء 16 يوما فقط على انتهاء المدة الممنوحة لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، لتشكيل حكومة جديدة، ما تزال الطريق بعيدة جدا أمامه لتحقيق ذلك، حتى أن المسارين اللذين يعمل فيهما نتنياهو في نفس الوقت غير واضحين أيضًا في هذه المرحلة، حيث يبحث حزب الليكود عن حلول إبداعية لكسر التشابك السياسي أو على الأقل منع تشكيل حكومة من قبل الكتلة المعارضة له.
ففي الأيام الأخيرة، وضمن المسار الأول لمفاوضات تشكيل الحكومة، مارس الليكود ضغوطا على رئيس حزب “الصهيونية الدينية” المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، من أجل تشكيل حكومة تستند على دعم حزب القائمة العربية الموحدة- الجناح الإسلامي، برئاسة منصور عباس، لكن الضغط الممارس عليه لا يزال غير شديد.
وحسب صحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية، فإن أحد أسباب ذلك، هو أن نتنياهو لا يزال أمامه فترة طويلة نسبيًا- أسبوعين ونصف- حتى انتهاء فترة تفويضه بتشكيل الحكومة. والسبب الثاني أن الليكود يأخذ في الحسبان أن المأزق قد يؤدي إلى حملة انتخابية خامسة، لذلك لا يريد الليكود أن تلتصق به شراكة مع حزب القائمة العربية الموحدة، الأمر الذي قد يسبب له ضررًا كبيرًا.
أما المسار الثاني الذي يجريه نتنياهو من اجل تشكيل الحكومة السادسة في مشواره السياسي، فيتمثل في التوجه برسائل علنية إلى جدعون ساعر، زعيم حزب “أمل جديد”، والمنشق عن حزب السلطة، داعيا إياه إلى الانضمام إليه من أجل تشكيل حكومة يمين، وذلك بعد مرور 12 يوما على تلقيه التكليف الرئاسي.
ووفق تقرير لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، دعا نتنياهو عضو الكنيست ساعر، اليوم مجددا، إلى الانضمام لحكومته، موجها الدعوة له “للعودة إلى بيته الليكود”، متعهدا استقباله بحفاوة كبيرة.
من جهتها، أعربت الأحزاب الدينية المتشددة المتمثلة بحزبي “شاس”، و”يهدوت هتوراة”، عن تخوفهما من أنه لو تشكلت حكومة بواسطة رئيس المعسكر المناوئ لنتنياهو، ورئيس حزب “يوجد مستقبل” يائير لابيد، أو أي مرشح آخر، فإنهما لن يكونا طرفا فيها. يأتي ذلك في وقت لم يتبق فيه سوى 16 يوما على نهاية المهلة القانونية الأولى الخاصة بالتكليف الرئاسي الذي تلقاه نتنياهو لتشكيل الحكومة.
ويعتقد هذان الحزبان أن عدم تشكيل حكومة برئاسة نتنياهو، يضر بالوضع الراهن الذي يتمتعان به ومزايا كثيرة في موضوعات تتعلق بالدين والدولة والمصالح الخاصة بالجمهور الديني سواء الأشكنازي أو الشرقي؛ إذ شهدت الفترة بين 2013 إلى 2015 حصولهما على جملة من المزايا استمرت مع بقاء نتنياهو بالسلطة.
في غضون ذلك، تحدثت وسائل إعلام عبرية عن تقدم في المفاوضات بين نتنياهو ونفتالي بينيت، زعيم قائمة “يمينا” المتطرفة، وتنصب المفاوضات حاليا على الحقائب الوزارية التي سيحصل عليها بينيت ونواب حزبه. في المقابل، تتواصل المحادثات في محاولة لإظهار إمكانية تشكيل حكومة من دون نتنياهو. حيث التقى رئيس حزب “يوجد مستقبل” برئاسة يائير لابيد، ورئيس حزب “أزرق أبيض” بيني غانتس لتقوية صفوف المعسكر المناوئ لنتنياهو.
وتحاول الكتلة المعارضة لنتنياهو القيام بكل ما في وسعها للحصول على تفويض من رئيس كيان الاحتلال الإسرائيلي لتشكيل الحكومة بعد انتهاء فترة نتنياهو، لأنه إذا تم تمرير التفويض لتشكيل الحكومة مباشرة إلى الكنيست، فسيكون من الصعب حشد التوقيعات التي تشمل أعضاء القائمة العربية الموحدة، أو القائمة العربية المشتركة، وفرصة أداء الحكومة اليمين عن طريق الامتناع عن التصويت ستكون أكبر.
وعلى الرغم من هذا التقدم، تبقى مخاوف الأحزاب الدينية في محلها، بحسب مراقبين، إذ لا يكفي انضمام بينيت للائتلاف للوصول إلى أغلبية 61 نائبا، وسيكون على نتنياهو إيجاد مخرج بشأن الصوتين المتبقيين، إما عن طريق إقناع قائمة “الصهيونية الدينية” المتطرفة بالحصول على دعم “القائمة العربية الموحدة” أو بإقناع جدعون ساعر، زعيم “أمل جديد” بالانضمام للائتلاف.