سوريا.. البنزين “يتبخر” والأزمة تتفاقم في السويداء وحماة حتى المواصلات العامة باتت غير متاحة للكثيرين

رغم تحسن سعر صرف العملة السورية، الذي سجل بحسب موقعها 2990 ليرة مقابل الدولار، يشهد قطاع المحروقات ارتفاعا لافتا في الأسعار في كافة أنحاء سوريا.

وأصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قرارا يقضي برفع سعر لتر بنزين 95 في كافة المحطات إلى 2500 ليرة، بعد أن كان يباع بألفي ليرة، وهو الارتفاع الثاني خلال 4 أسابيع، وتزامن مع الشح الخانق للمحروقات وأزمة مشتقات هي الأسوأ في البلاد، لا سيما في مدينتي السويداء وحماة.

وكانت الوزارة قد رفعت أسعار البنزين الشهر الماضي، فحددت سعر لتر البنزين المدعوم بـ750 ليرة، وسعر البنزين 95 بألفي ليرة.

5 آلاف ليرة في السويداء

وتشهد مدينة السويداء جنوبي سوريا شللا شبه كامل لحركة المواصلات داخلها وخارجها، نتيجة أزمة الوقود الخانقة التي تعيشها محافظة السويداء منذ شهور، لأسباب ترجعها مصادر محلية إلى تقليص مخصصات المحافظة من المحروقات والارتفاع الكبير في أسعارها.

ووصف “أنس”، وهو ناشط مدني، السويداء بـ”مدينة الأشباح” من جراء حالة الشلل في حركة المواصلات وتوقفها كليا نتيجة أزمة الوقود، فبات طلبة المدارس والجامعات والموظفون في مرمى الكارثة عاجزين عن الوصول لأماكن دراستهم وعملهم.

وتحدث أنس (30 عاما) ، قائلا إن لتر البنزين في السوق السوداء في السويداء يباع بـ5 آلاف ليرة (أقل من دولارين)، فيما يضطر أصحاب السيارات لشرائه رغم ارتفاع أسعاره لأن مخصصات التعبئة للبنزين من محطات الوقود أسبوعيا لا تتجاوز 20 لترا، وهي حصة غير كافية.

وأضاف: “تعرفة النقل العام باتت تسعر بـ2500 ليرة، ويحتاج الموظف والطالب 5 آلاف ليرة يوميا للذهاب والإياب، أي ما يعادل 130 ألف ليرة (45 دولارا) شهريا أجور مواصلات، علما أن راتب الموظف قد يكون 17 دولارا في الشهر فقط”.

ونوه أنس إلى تخلف العديد من الطلاب عن دراستهم بسبب عجز أسرهم عن تحمل تكاليف المواصلات، لا سيما العائلات الكبيرة، وقال: “كل أسرة لديها 5 طلاب من بينهم جامعيون يحتاجون في الشهر 650 ألف ليرة (224 دولار) أجرة مواصلات. هذا يفوق قدرتهم المعيشية خاصة أن السويداء من المحافظات الفقيرة التي تعتمد على الزراعة وتعاني شحا في المياه والأمطار، إلى جانب أزمة الوقود”.

تأخر رسائل التعبئة

ومن جهة أخرى، يقول شهاب الخطيب، وهو سائق سيارة عمومي من مدينة حماة، إن “الأزمة تفاقمت بشكل لافت بعد قرار وزارة النفط بيع البنزين وفق نظام إرسال الرسائل النصية القصيرة للمشتركين عبر تطبيق (وين) باسم المحطة”، حيث يتوجب عليهم التوجه لها خلال 3 ساعات محددة.

واشتكى الخطيب في حديثه ، من تأخر وصول الرسائل لأصحاب السيارات لأيام، وقال: “منذ 15 يوما لم تردني رسالة تعبئة البنزين كغيري من السائقين. نضطر للجوء إلى السوق السوداء لشراء اللتر بـ5 آلاف ليرة لنقضي اعمالنا، بعد أن تنفد العشرون لترا من مخصصاتنا. نحن مجبرون على التنقل بين المدن ومراكز المحافظة والبلدات لنقل الطلبة والموظفين والعمال وغيرهم”.

وأشار المتحدث إلى رفع السائفين تعرفة النقل إلى 3 آلاف ليرة للنقل العمومي، كونهم يشترون البنزين الحر الذي يباع بأسعار مرتفعة، مضيفا أن “الأزمة في حماة لا تكمن في شح البنزين بمحطات المحروقات فقط، وإنما في تأخر ورود رسائل تعبئة الوقود لأصحاب السيارات”.

وفي ذات السياق، نفى مصدر في قطاع المحروقات بمدينة حماة فضل عدم الكشف عن هويته، المعلومات المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي برفع مخصصات التعبئة إلى 40 لترا.

وأكد المصدر لموقع أن حصص المحطات من الوقود لن تتغير في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن أزمة ورود الرسائل ترجع إلى اختيار اصحاب السيارات محطات الدولة دون المحطات الأخرى التي ليس عليها ضغط، لذا يتأخر وصول الرسائل لأصحاب السيارات.

سكاي نيوز

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى