غلاء اللحوم يدفع السوريين لاستخدم بدائل نباتية مصنعة
سحقت الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في سوريا ذوي الدخل المحدود والطبقة الوسطى، فأضحوا محتاجين وفقراء وباتوا يقتصدون حاجاتهم الغذائية ولا يبتاعون إلا الضروريات منها، ويكتفون بمشتريات خجولة، لعجزهم عن مواجهة الازمات المعيشية التي لم تشهدها البلاد في تاريخها مثيلاً.
وتفوق في الغالب كلفة وجبة إفطار بسيطة قدرة عائلات سورية كثيرة مع ندرة مواد النفطية، وانقطاع الكهرباء، وارتفاع سعر ربطة الخبز، وتقليص كميتها وحجمها، وبقاء أسعار السلع والمواد الغذائية مرتفعة لا تناسب جيوب المواطنين رغم تواصل الليرة السورية صعودها أمام الدولار.
ووفقا لنشرة مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق، قفزت أسعار أجزاء الفروج إلى 10آلاف ليرة (قرابة 4 دولارات) خلال يومين.
ويباع فروج البروستد، وفقا لقائمة الأسعار، بـ 14ألف و500ليرة (6 دولارات) وكيلو الفروج المذبوح ارتفع لـ (7200 ليرة) (حوالي 3دولارات).
أم أنس الأم لسبعة أطفال من منطقة الصبورة بدمشق، قالت لسكاي نيوز عربية إن ابنها الوحيد وزوجها يعملان في محل حلاقة رجالية براتب شهري 50 ألف ليرة لكل منهما (راتبهما يعادل 37دولار) ووجبة الفروج الواحدة ستكلفها 28ألف و200ليرة (10دولارات) مما اضطرها الاستغناء عن شرائه هذا العام.
وأرجع علي ونوس مسؤول الأسعار في وزارة التموين أسباب غلاء الفروج إلى ارتفاع أسعار الأعلاف وتكاليف تشغيل المداجن وخروج عدد كبير من صغار المنتجين، الأمر الذي أدى لزيادة الطلب وقلة العرض وغلاء الأسعار.
زين حسن موظفة في مؤسسة استهلاكية في مدينة حلب عبرت عن امتعاضها لتحليق الاسعار الغذائية وضاقت بها المعيشة بعد حرمان مائدتها من الكبة الحلبية ملك السفرة في حلب لتكلفتها الباهظة بعد ان ارتفع سعر كيلو لحم الخروف الى 32ألف ليرة (12دولار)وتحدثت لسكاي نيوز عربية عن تكلفة وجبة الكبة لعائلة من 7أفراد مع صحن فتوش ب 60 ألف (23دولار) وقالت ” الكبة باتت حلم سفرتنا فاللحمة تباع ب 32 الف ليرة وكيلو البرغل ب 2000ليرة والهبرة بحدود 20ألف ليرة والخضرة للفتوش ب 6000 ليرة يضاف لها ربطة الخبز التي ارتفع سعرها الى 1500 ليرة “.
بدائل اللحمة النباتية
وفي ظل غياب صنوف المأكولات عن سفرة رمضان خاصة التي تعتمد على اللحوم في طبخها، بحثت ربات البيوت من ذوي الدخل المتدني عن البدائل لإدخالها في وجباتهم، ومنها زين الحسن السيدة المتقاعدة في مدينة دمشق التي استغنت عن شراء اللحمة لعائلتها واستبدلته بمنتجات نباتية مصنعة من شركات داخلية والتي تباع بـ 4آل اف ليرة (دولار ونصف)
تقول زين 60 عاماً إن المنتج يكفيها لثلاثة طبخات وهي تحشو بها الكبة، وطعمها كاللحمة، وهي متوفرة بالشكلين الناعم والخشن، وتسميها “لحم الفقراء”.
وأضافت: “بناتي المتزوجات يزرنني في رمضان والمائدة لا تحلو دون الكبة والصفيحة والسمبوسة وكلها طبخات نعتمد على اللحم في طبخها، ولو اشترينا لحم الخروف لإدخالها في تلك الطبخات يلزمنا طيلة شهر رمضان حوالي 15كيلو ما يكلفنا (480ألف ليرة) (178دولار) هذا ثمن اللحمة فقط ما عدى المكونات الاخرى التي نحتاجها من خضار وبرغل وطحين ولبن وغيرها “.