موجة كورونا الثالثة في مصر.. الأطباء يحذرون من “أعراض جديدة”
السعال الجاف، والحمى، وفقدان لحاسة الشم أو التذوق، كانت هذه هي الأعراض الشائعة للإصابة بفيروس كورونا المستجد، لكنها تغيرت الآن مع ظهور موجودة جديدة للفيروس التاجي في مصر.
ووفقا لما رصده أطباء يعملون في مستشفيات العزل بعدد من محافظات مصر، فإن أبرز الظواهر والأعراض الجديدة التي تقترن بالموجة الثالثة لـ”كوفيد 19″؛ التهابات بالعين، وعدم التوازن بشكل عام، وتأثر عصب السمع، علاوة على الحساسية الجلدية (الطفح الجلدي) وخاصة لدى الإصابات بين الأطفال.
وتحدث هؤلاء الأطباء في أحاديث منفصلة لـ”سكاي نيوز عربية” عن مستجدات تتعلق بالموجة الحالية؛ ترتبط بتغيير في الحالة الإكلينيكية للمرضى بشكل سريع ومفاجئ، حيث تسوء الحالة الصحية لبعض المرضى من 12 إلى 48 ساعة فقط من الإصابة بكورونا.
وذكر الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية والوقائية، في تصريحات إعلامية أن “الدولة رصدت زيادة واضحة في حالات الإصابة بفيروس كورونا من خلال وزارة الصحة أو الأعداد الأخرى غير المسجلة، وهي أيضا ليست بالقليلة”.
ولفت إلى ارتفاع الإصابات في بعض المحافظات وعلى رأسها القاهرة الكبرى، متابعا: “الحل يستوجب بالتأكيد التعامل مع صرامة مع المرض المعدي، الاستمرار في الاجراءات الوقائية بكل شدة لأنه ينتشر بشكل سريع، ونرصد حاليا إصابات لعائلات كاملة”.
أعراض جديدة
ومن واقع المعايشة اليومية قبل أكثر من عام؛ لانتشار الفيروس وأعراضه، يقول الدكتور محمد خالد، مدير العناية المركزة بمستشفى عزل أبوخليفة بمحافظة الإسماعيلية شرقي مصر، إن الموجة الثالثة للفيروس ترتبط أكثر بأعراض التهابات فى العين، وعدم التوازن، والتأثير في عصب السمع نسبيا، وحساسية جلدية (طفح جلدي) وخاصة لدى الإصابات بين الأطفال.
ونبه خالد إلى أن ظهور عرض واحد من الأعراض السابقة قد يشير إلى الإصابة بكورونا خلال الموجة الحالية، وقال: “بعض الحالات التي تم اكتشاف إصابتهم لاحقا بكوفيد-19، لم يشتكوا من أعراض سوى “الطفح الجلدي” فقط، دون ظهور أي أعراض معروفة أخرى”.
ومن الظواهر الأخرى للموجة الجديدة هى تغيير الحالة الإكلينيكية للمرضى بسرعة شديدة، حيث تسوء الحالة لدى بعض المرض من 12 إلى 48 ساعة فقط من الإصابة بكورونا.
ارتداء الكمامة.. اللقاح الأساسي
وفي توصيفه للوضع الوبائي الحالي وفقا لمشاهداته، قال الدكتور محمد خالد: “نحن الآن في الإتجاه لذروة انتشار كورونا، وتزايد في الإصابات بجميع الأعمار (أطفال وشباب وكبار السن).
ودعا خالد إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات الإحترازية، وارتداء الكمامة، والحرص على التباعد الاجتماعي، وتناول اللقاح؛ لأنه يقلل أعراض الإصابة بالفيروس.
وأكد أن اللقاح الأساسي هو ارتداء الكمامة، والتباعد الاجتماعي وغسيل الأيدي، علاوة على الحصول على اللقاح، والاهتمام بالتغذية السليمة.
“تضرر عصب السمع”
وفي محافظة الإسكندرية، قالت أخصائية الأمراض المعدية في مستشفى الحميات الطبيبة أسماء الأحمر، في حديث خاص لـ”سكاي نيوز عربية”: “ظهر بشكل لافت في الموجة الجديدة تأثير كورونا على عصب السمع، والطفح الجلدي خاصة على الأطراف، إضافة إلى انتشار الإصابة بين عائلات بأكملها”.
ونبهت إلى أن كورونا تؤثر في جميع أجهزة الجسم، وبينها الجهاز العصبي ومن ضمن الأعراض التأثير على عصب السمع، مشيرة إلى أن تلك الأعراض فى الغالب تكون مصحوبة بأعراض تنفسية أخرى، مثل السعال الجاف، فضلا عن الحمى.
ومن أسباب انتشار كورونا – بحسب الأحمر – تراجع العوامل الاحترازية والوقائية بشكل واضح بعكس الموجة الثانية، حيث كان هناك تخوف شديد من المرض، مما دفع المرضى للذهاب مبكرا للمستشفى للتشخيص وتلقي العلاج المناسب.
تحذير من “بروتوكولات السوشيال ميديا”
وفي هذا الصدد، أكدت إحصائية الأمراض المعدية ضرورة الكشف المبكر فور الشعور بأي أعراض، وعدم تناول ما يعرف “ببروتوكولات العلاج” التي تنتشر عبر المواقع الاجتماعية إلا بعد استشارة الطبيب، مؤكدة ضرورة أن يحصل كل مريض على الدواء بناء على حالته الصحية، فـ “لا يوجد بروتوكول ثابت لجميع المرضى”.
علاوة على أن هناك بعض الأدوية الموجودة بالمستشفيات فقط، وغير متاحة في الصيدليات، والتي يجب تناولها فى الـ 10 أيام الأولى من الإصابة، مشيرة إلى أن التشخيص يتم إما عبر المسحة أو الأشعة وليس التحاليل.
وأكدت أن “التأخير فى الوصول للمستشفى لتلقي العلاج اللازم يؤدي لتدهور سريع للحالة والتأثير الكبير على حالة الرئة”.
وقالت إن المصابين بأمراض القلب وأمراض الكلى المزمنة هم الأكثر عرضة للوفاة بكورونا.
قنا.. “آلام بالظهر وصداع شديد”
الوضع في محافظة قنا بصعيد مصر من حيث زيادة الإصابات والأعراض الجديدة لا يختلف كثيرا.
ويرصد الدكتور عبادي عبد الرحمن، مدير مستشفى حميات نجع حمادي بقنا في حديث لـ”سكاي نيوز عربية”، ظهور أعراض ألم شديد في الظهر وعضلات الساقين، علاوة على الصداع الشديد، ثم بعد أيام قليلة تظهر أعراض الإصابة الأخرى.
ويكشف عن أن معدل الإصابة في الموجة الحالية، يشبه إلى حد كبير أعداد الاصابات في مثل هذا الوقت من العام الماضي.
ويؤكد أن طاقة المستشفى تسمح باستيعاب الحالات المصابة الجديدة، ويضيف: “جميع المستلزمات الطبية والأدوية متوفرة، بالإضافة إلى أن المستشفى تم تطويره مؤخرا”.
أكثر انتشارا ويهاجم الجميع
وبدوره، يقول أمين عام نقابة أطباء سوهاج إسحق إبراهيم لـ”سكاي نيوز عربية” إن الفيروس في هذه المرحلة “أصبح أكثر انتشارا، ويهاجم الجميع كبار السن وشباب وأطفال”.
وأفاد بأن الوضع غير جيد بسوهاج بشكل عام بعد أن زادت أعداد المصايين عن الطاقة الاستيعابية في بعض المستشفيات، فضلا عن لجوء أعداد كبيرة من المصابين إلى العزل المنزلي الذي لا يطبق بالشكل الصحيح، حيث لا تتوافر عند البعض الإمكانات اللازمة لتطبيقه.
واستدرك قائلا : “لكن سوهاج لازالت تحت السيطرة حتى الآن، ونتمني أن تنتهي الأزمة قريبا”.
إجراءات أكثر صرامة
ودعا إبراهيم إلى ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمواجهة ارتفاع الإصابات، بينها فرض إغلاق جزئي بسوهاج خلال شهر رمضان.
وعزا ارتفاع الاصابات بالمحافظة إلى عدم التزام المواطنين بشكل كاف بالإجراءات الاحترازية والوقائية، علاوة على عودة الكثير من المصريين من بلدان تنتشر فيها كورونا لقضاء شهر رمضان والعيد بمصر، دون أن يمكثوا فى الحجر الصحي، وبعضهم مصاب بالفيروس.
ويرصد إبراهيم ظواهر جديدة لفيروس كورونا خلال الفترة الحالية، ومن أبرزها الانتكاسة الواضحة ونقص مفاجئ لنسبة الأكسجين، لدى بعض الحالات المصابة بكوفيد-19، بعد استقرار وتحسن تلك الحالات.
وكشف عن “وفاة 5 أطباء من الشباب خلال الأيام الماضية، بعد أن تدهورت حالاتهم الصحية بشكل مفاجئ وغير متوقع، كما تم رصد تسبب الجلطات في حدوث حالات وفاة.
وتشهد مصر ارتفاعا في الأعداد الرسمية المسجلة يوميا لإصابات كورونا، وتسجل وزارة الصحة في البلاد منذ بداية رمضان أكثر من 800 حالة يوميا.
وكان الدكتور خالد مجاهد، مساعد وزيرة الصحة والسكان للإعلام والتوعية، والمتحدث الرسمي للوزارة، قد صرح بأنه تم تسجيل الخميس، إصابة 872 حالة جديدة، ووفاة 48 حالة جديدة.
وذكر مجاهد أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا حتى الخميس، هو 219774 من ضمنهم 165348 حالات تم شفاؤها، ووفاة 12914 حالة.