يسرا ابو عنيز تكتب : حرائق في ليلة القدر
شيء مخجل،ومحزن في الوقت نفسه ،ذلك الذي يحدث في كل عام من إشعال للنيران سواء بالأشجار الحرجية،أو الأشجار المثمرة ،والأعشاب الجافة ،وما ينجم عن هذه الحرائق من خسائر.
فالمشهد ذاته يتكرر في كل عام ،وفي الوقت ذاته،حيث لا يشفع ارتفاع درجات الحرارة ،ولا
شهر رمضان المبارك،ولا حتى ظروف الكورونا التي تجتاح العالم ،كل هذه الأمور لم تشفع للتخفيف عن أفراد الدفاع المدني، والذين ترهقهم هذه الحرائق سنويا مع بداية فصل الصيف،والمصيبة الكبرى أنها تكثر خلال شهر رمضان.
ونحن هنا لا نتحدث عن هذا الأمر من باب الكتابة،أو طرح قضية. للنقاش فحسب،بل إن ما حدث ليلة امس في منطقة حلاوة ،في محافظة عجلون ،شمال المملكة يجعلنا نعود لطرح الموضوع مجددا،وذلك مع بداية موسم الحرائق في هذه المنطقة ،وبقية المناطق في المملكة.
ومساء أمس السبت، أقدم اشخاص،وبعد أذان المغرب مباشرة على إشعال النيران بمساحات واسعة من اراضي منطقة حلاوة،مزروعة بالأشجار المثمرة ، والحرجية،ومساحات من الاراضي الزراعية،دون أدنى إحساس بالمسؤولية،ورغم ارتفاع درجات الحرارة ،ورغم أن الناس يستعدون لإحياء ليلة القدر في هذه الأيام الفضيلة.
أما الأمر المخجل في هذه الأفعال أن معظم هذه الحرائق هي مفتعلة،يُقدم بعض الأشخاص على إشعالها دون الإحساس بأية مسؤولية ،الأمر الذي يُرهق هذا الجهاز الحيوي،جهاز الدفاع المدني،لإخماد هذه الحرائق ،كما
انه يهدد حياتهم لوعورة منطقة حلاوة،وتضاريسها الصعبة،وهو ما حدث العام الماضي عندما لقي أحد أفرادهم حتفه ،ودفع حياته ثمنا ،لإخماد هذه الحرائق في منطقة حلاوة.
الشيء المحزن أن هذه الحرائق المفتعلة ،والتي تتكرر في كل عام ،ومنذ أكثر من عشر سنوات،تقضي سنويا على ألاف الأشجار ما بين مثمرة ،وحرجية في منطقة حلاوة ،والأراضي الزراعية ،كما أنها تتلف سنويا عشرات الألوف من الأشجار في مختلف مناطق المملكة.
كما أن هذه الحرائق ،يتم إشعالها في مناطق لا يوجد فيها حتى طريق ،ولو زراعي لوصول كوادر الدفاع المدني إليها من أجل إخمادها،وكذلك وجودها في مناطق جبلية،ووعرة الأمر الذي يقف عائقا أمام كوادر الدفاع المدني ،مما يستنزفهم،ويصعب مهام عملهم،ويرهقهم لساعات ،وأحياناً لأيام كما حدث في العام الماضي،وإستمرار حرائق عجلون لأكثر من يوم.
الجهات الرقابية،هي الاخرى يقع على عاتقها مسؤولية كبيرة ،وذلك من خلال معاقبة الأشخاص الذين يقدمون على إفتعال هذه الحرائق ،والقضاء على مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة، و الحرجية.