مركز الفلك الدولي “يقطع الشك باليقين” حول رؤية “هلال العيد” اليوم الثلاثاء
ستتحرى معظم الدول الإسلامية هلال عي الفطر اليوم الثلاثاء 11 مايو 2021م، في حين أن هناك دولا أخرى بدأت شهر رمضان يوم الأربعاء 14 أبريل وعليه ستتحرى هذه الدول هلال العيد يوم الأربعاء 12 مايو، ومنها بروناي والهند وبنغلادش وباكستان وإيران وسلطنة عُمان والمملكة المغربية والعديد من الدول الإفريقية الإسلامية غير العربية في إفريقيا، ليكون عيد الفطر في هذه الدول إما يوم الخميس أو الجمعة.
فأما بالنسبة للدول التي ستتحرى الهلال يوم الثلاثاء 11 مايو، فإن رؤية الهلال في ذلك اليوم مستحيلة من جميع دول العالم الإسلامي بسبب غروب القمر قبل الشمس وبسبب حدوث الاقتران (تولد الهلال) بعد غروب الشمس، وعليه ستكمل هذه الدول عدة رمضان 30 يوما ويكون يوم العيد فيها يوم الخميس 13 مايو.
وأما بالنسبة للدول التي ستتحرى الهلال يوم الأربعاء 12 مايو، فإن رؤية الهلال يومها ممكنة باستخدام التلسكوب من شرق العالم الإسلامي والدول العربية في آسيا وأوروبا. في حين أن رؤية الهلال ممكنة بالعين المجردة بصعوبة من معظم قارة أفريقيا وكندا وأمريكا الجنوبية، ورؤية الهلال يومها ممكنة بالعين المجردة بسهولة من معظم الولايات المتحدة وأمريكا الوسطى وشمال أمريكا الجنوبية.
وعليه من المتوقع أن يكون العيد في معظم هذه الدول يوم الخميس 13 مايو أيضا، في حين أنه قد يكون يوم الجمعة 14 مايو في بعضها مثل باكستان وبروناي نظرا لعدم إمكانية رؤية الهلال يوم الأربعاء من هذه المناطق بالعين المجردة.
بالنسبة لوضع الهلال يوم الأربعاء 12 مايو في بعض المدن العربية والإسلامية، فإن الحسابات السطحية للهلال وقت غروب الشمس كما يلي:
– جاكرتا: يغيب القمر بعد 27 دقيقة من غروب الشمس، وعمره 16 ساعة 24 دقيقة، والرؤية ممكنة باستخدام التلسكوب فقط.
– أبوظبي: يغيب القمر بعد 38 دقيقة من غروب الشمس، وعمره 19 ساعة و21 دقيقة، والرؤية ممكنة باستخدام التلسكوب فقط.
– مكة المكرمة: يغيب القمر بعد 39 دقيقة من غروب الشمس، وعمره 19 ساعة و57 دقيقة، والرؤية ممكنة بالعين المجردة بصعوبة كبيرة.
– عمّان والقدس: يغيب القمر بعد 42 دقيقة من غروب الشمس، وعمره 20 ساعة و30 دقيقة، والرؤية ممكنة باستخدام التلسكوب فقط.
– القاهرة: يغيب القمر بعد 42 دقيقة من غروب الشمس، وعمره 20 ساعة و35 دقيقة، والرؤية ممكنة بالعين المجردة بصعوبة.
– الرباط: يغيب القمر بعد 49 دقيقة من غروب الشمس، وعمره 22 ساعة و40 دقائق، والرؤية ممكنة بالعين المجردة بصعوبة.
ولمعرفة معاني هذه الأرقام تجدر الإشارة إلى أن أقل مكث لهلال أمكنت رؤيته بالعين المجردة كان 29 دقيقة، أما أقل عمر هلال أمكنت رؤيته بالعين المجردة فكان 15 ساعة و33 دقيقة، ولا يكفي أن يزيد مكث الهلال وعمره عن هذه القيم لتمكن رؤيته، إذ أن رؤية الهلال متعلقة بعوامل أخرى كبعده الزاوي عن الشمس وبعده عن الأفق وقت رصده.
وللتعرف على نتائج رصد هلال العيد، يمكن زيارة موقع المشروع الإسلامي لرصد الأهلة التابع لمركز الفلك الدولي على شبكة الإنترنت على العنوان ( www.AstronomyCenter.net )، حيث أنشئ المشروع عام 1998م ويضم حاليا أكثر من 800 عضو من علماء ومهتمين برصد الأهلّة وحساب التقاويم. هذا ويشجع المشروع المهتمين في مختلف دول العالم على تحري الهلال وإرسال نتائج رصدهم إلى المشروع عن طريق موقعه على شبكة الإنترنت، حيث تنشر تباعا بعد تدقيقها وتمحيصها.
وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الفقهاء والفلكيين يرون أنه لا داعي لتحري الهلال بعد غروب شمس يوم الثلاثاء من المناطق التي يغيب فيها القمر قبل الشمس، لأن القمر غير موجود في السماء وقتئذ، وعليه فإن رؤية الهلال مستحيلة في ذلك اليوم استحالة قاطعة من تلك المناطق، وهذا معروف مسبقا من خلال الحسابات العلمية القطعية، وقد كانت إحدى توصيات مؤتمر الإمارات الفلكي الثاني والذي حضره فقهاء ومتخذو قرار من العديد من الدول الإسلامية ما نصه: “إذا قرر علم الفلك أن الاقتران لا يحدث قبل غروب الشمس أو أن القمر يغرب قبل الشمس في اليوم التاسع والعشرين من الشهر فلا يدعا لتحري الهلال.” وقد أقرّ الفقهاء ألا تعارض بين هذه التوصية وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم بتحري الهلال، إذ أن هذه التوصية متعلقة فقط بالحالات التي نعلم فيها مسبقاً أن القمر غير موجود في السماء بناء على معطيات قطعية، وبالتالي فإن تحرّيه ونحن متأكدون أنه غير موجود قد يبدو وكأنه تهميش للعقل والعلم. ومن بين الفقهاء الذين دعوا لمثل هذه التوصية حتى قبل انعقاد المؤتمر معالي الشيخ عبد الله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ومستشار الديوان الملكي هناك، إضافة إلى أن هذه التوصية معتمدة بطبيعة الحال في بعض الدول الإسلامية التي تعتمد رؤية الهلال أساسا لبدء الشهر الهجري.
الخارطة المرفقة تبين مدى إمكانية رؤية هلال العيد يوم الأربعاء 12 مايو من جميع مناطق العالم، بحيث أن:
– رؤية الهلال مستحيلة من المناطق الواقعة في اللون الأحمر بسبب غروب القمر قبل غروب الشمس أو/و بسبب حصول الاقتران السطحي بعد غروب الشمس.
– رؤية الهلال غير ممكنة لا بالتلسكوب ولا بالعين المجردة من المناطق غير الملونة.
– رؤية الهلال ممكنة فقط باستخدام التلسكوب من المناطق الواقعة في اللون الأزرق.
– رؤية الهلال ممكنة باستخدام التلسكوب من المناطق الواقعة في اللون الزهري، ومن الممكن رؤية الهلال بالعين المجردة في حالة صفاء الغلاف الجوي التام والرصد من قبل راصد متمرس.
– رؤية الهلال ممكنة بالعين المجردة من المناطق الواقعة في اللون الأخضر.