يسرى أبوعنيز تكتب: عيد بلا بهجة
نعم إنه عيد بلا بهجة،وبلا فرحة،فكيف لنا أن نفرح،او نحتفل،أو حتى نبتهج بالعيد ولنا أخوة في فلسطين لا زال جرحهم ينزف،ولا زالوا يواجهون العدو الصهيوني الذي سرق فلسطين ،ولم يكتفي بهذا،بل هجرهم من قبل،ويُريد أن يُهجر اليوم أصحاب الأرض الأحرار،وكيف نحتفل وقد رمل النساء ،ويتم الأطفال،ودنس الأرض،وعاث فساداً في فلسطين الحبيبة،ولكن سكانها من الفلسطينيين لقنوهم الدرس تلو الآخر،ولسان حالهم يقول:”إنا هُنا باقون فلتشربوا البحر”.
كيف لنا أن نحتفل بالعيد ،وفلسطين لا زال جرحها ينزف،والأمهات اللواتي يفقدن الأبناء على ثرى فلسطين يزغردن في وداع الأبناء ،حتى قبل أن تفرح بعضهن بأعراسهم،أو تخرجهم،تزغرد في وداع الإبن من اجل الوطن،رغم أنها تبكيه حرقةً على شبابه الذي لم تفرح،ولم يفرح هو أيضاً به،ولسان حالها يقول:”وين الملايين..الشعب العربي وين”.
نعم كيف لنا أن نبتهج ،ونفرح،ونحتفل بالعيد،ونحن نرى أن أخوتنا في فلسطين بلا عيد،وأطفالهم بلا أمان ،يتعرضون للتهديد في اليوم مئة مرة،ويستشهدون حتى قبل أن يحلموا بالعيد و ملابسه و ألعابه، وكيف نحتفل وأخوتنا في فلسطين يفقدون شبابهم يومياً برصاص جيش الإحتلال الصهيوني،وكل واحد منهم مشروع شهيد على ثرى فلسطين الحبيبة.
وكيف لنا أن نحتفل ،ونبتهج بالعيد،ونحن نرى الأخوة في فلسطين ينتفضون، و يواجهون المحتل ،والجيش الصهيوني لوحدهم،والعالم بأكمله ،وبما فيه الدول العربية ،والإسلامية تكتفي ببيانات الشجب،والإستنكار،وهم يفقدون فلذات الأكباد،ويواجهون الدمار من اجل أن تبقى فلسطين عربية.
كيف لنا أن نستقبل هذا العيد،وكيف سنحتفل أو نبتهج به،وأخوتنا في فلسطين الحبيبة يواصلون الليل مع النهار للدفاع عن الأرض العربية في فلسطين ،ويواجهون المحتل الصهيوني، والذي يحاول أن يدنس مقدساتنا في القدس الحبيبة،وذلك بعد أن أعلنها عاصمة لدولته المزعومة ،يزفون الشهداء الواحد تلو الآخر من اجل القدس ،وفلسطين،ليقفوا في وجه العدو ويلقونه في كل يوم دروساً لا يمكن أن تنتسى.
كيف لنا أن نفرح،أو نبتهج بالعيد ،أو نحتفل به،أو حتى ننتظره،وقد غاب عن أعيننا أعزاء اعتدنا على رؤيتهم،وأعتدنا أن يطرقوا أبوابنا في العيد ،غير أنهم غابوا إلى الأبد،ورحلوا عن عالمنا ،ليرحل معهم كل شيء جميل ،وكل فرح وبهجة للعيد،وللحياة أيضاً.
وكيف لنا أن نفرح ،او نبتهج بالعيد،وهناك عائلات لا تجد ما يسد رمقها،ولا قوت يومها،وتوقف بها الحال ،بعد أن فقدت معيلها،أو فقد معيلها الوحيد فرصته الوحيدة في العمل ،بعد أن أوقفت جائحة الكورونا في معظم دول العالم ،والأردن من ضمنها ،لتزيد نسب الفقر والبطالة.
فعذراً يا عيد،نحن لن نبتهج،ولن نحتفل او نفرح بمجيئك،فنحن لسنا مهيئون لإستقبالك في هذه الظروف،وفي هذه الأحوال ،فإما أن يكون العيد للجميع،أو لا يكون،وعيدنا سيكون يوم نصرنا في فلسطين ،وإخراج العدو الصهيوني من أرضها المغتصبة،وعيدنا سيكون أيضاً حينما تتحسن أحوال الفقراء ،وتيسير أحوالنا..فعذراً يا عيد.