بيلاروسيا.. تعرف على قصة الصحفي الأسير
كان الصحافي البيلاروسي، رومان بروتاسيفيتش، في طريقه من أثينا إلى فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا، عندما أجبرت الطائرة على الهبوط في منيسك، عاصمة بيلاروسيا، وهناك تم اعتقاله.
وبدا الأمر الذي نفذته السلطات في بيلاروسيا وكأنه خطف لطائرة مدنية، إذ تدخلت في مسار طائرة تابعة لشركة “رايان إير” الإيرلندية عنوة بغية اعتقال صحفي كالت له جملة من التهم.
ونظر كثيرون إلى تصرف السلطات هناك على أنه خارج أي منطق وقانون، إذ لا تملك بيلاروسيا سلطة اعتراض طائرة مدنية.
فمن هو رومان بروتاسيفيتش؟
هو صحافي من بيلاروسيا يبلغ من العمر (26 عاما)، وكان يعمل في منصة رقمية تدعى NEXTA مقرها في بولندا، وكانت متخصصة في نشر أخبارا ومقاطع فيديو عن الاحتجاجات ضد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، العام الماضي.
وشهدت بيلاروسيا احتجاجات عارمة في 2020، بعد أن أعلن الرئيس ألكسندر لوكاشينكو فوزه في الانتخابات للمرة السادسة على التوالي، بينما أكدت المعارضة أن النتيجة مزورة.
ويحكم لوكاشينكو الجمهورية السوفيتية السابقة منذ عام 1994، وينظر إليه على أنه “آخر دكتاتور في أوروبا” على ما تقول شركة بريطانية.
وفي أثناء تلك الاحتجاجات التي قوبلت بالعنف الشديد، كان الصحفي بروتاسيفيتش نشيطا في التغطية عبر تطبيق”تلغرام” الذي استعمله لجمع الأخبار ونشرها في وقت في وقت كان من الصعب على وسائل الإعلام الأجنبية تغطية الأحداث بصورة مباشرة في الجمهورية السوفيتية السابقة.
والآن، يعمل بروتاسيفيتش في منصة رقمية أخرى تدعى Belamova وتنشط بصورة رئيسية على تطبيق “تلغرام”.
ويواجه الصحفي العشريني اتهامات بالتطرف، بما في ذلك ذلك تنظيم أعمال شغب جماعية والتحريض على الكراهية الاجتماعية ، تتعلق بالاحتجاجات أواخر العام الماضي.
وينفي بروتاسيفيتش هذه المزاعم، لكنه قد يواجه عقوبة تصل إلى 15 عاما في السجن في حالة إدانته السلطات.
ولدى هذا الصحفي سجل طويل في الاحتجاج على حكم الرئيس لوكاشينكو، إذ بدأ في المشاركة في الأنشطة المعارضة في عام 2010، عندما لم يتجاوز عمره 15 عاما.
لماذا يتم استهداف السيد بروتاسيفيتش؟
وتقول مراسلة “سكاي نيوز” في روسيا إن المنصة NEXTA كانت صوتا معارضا بارزا في بيلاروسيا، إذ كانت تظهر ما يفعله ألكسندر لوكاشينكو في بلاده وكيف يحاول قمع المعارضة.
وأضافت أن الرئيس لوكاشينكو “لاحق الصحفيين الواحد تلو الآخر ووصف هذه المنصة الرقمية بأنها “منظمة متطرفة، ويحاول تخويف أي شخص في بيلاروسيا يعمل بصفة صحفية ويحاول بوضوح إرهاب أي شخص خارج بيلاروسيا”.
خائف من الإعدام
وصدرت بيانات موقع “فلايت رادار” المتخصص بتتبع حركة الطائرات أنه تم تحويل مسار الطائرة قبل دقيقتين فقط من موعد عبورها إلى المجال الجوي الليتواني.
وبحسب تقارير إعلامية ، فقد سيطر الخوف على الصحفي بروتاسيفيتش إلى درجة أنه كان يرتجف عندما أدرك أن الرحلة كانت متجهة إلى مينسك ، بدلاً من وجهتها المقررة في فيلنيوس.
وقال راكب ليتواني يدعى مانتاس لوكالة “رويترز” إن بروتاسيفيتش نزل من مقعده وفتح خزانة علوية وسحب جهاز كمبيوتر محمول وهاتفا وأعطاهما لرفيقته.
ونقلت صحيفة “دلفي” الإخبارية في ليتوانيا عن راكب آخر قوله إن المدون الشاب قال للركاب: “سأحكم عليه بالإعدام هنا” قبيل اقتياده من الطائرة.
وقالت إدارة مكافحة الجريمة المنظمة في بيلاروسيا في بيان نشرته على تطبيق “تلغرام” إن بروتاسيفيتش قد احتجز ، لكنها حذفت البيان في وقت لاحق.
وكثيرا ما توصف بيلاروسيا بأنها “آخر دكتاتورية في أوروبا” وكان لوكاشينكو قد قال في وقت سابق إن أسلوبه “استبدادي”.
ويخضع لوكاشينكو البلاد بقبضة من حديد منذ عام 1994 ويزعم خصومه أنه زور الانتخابات الرئاسية العام الماضي التي فاز بها بأغلبية ساحقة.
ووتقول منظمات حقوق الإنسان إن حوالى 35000 شخص قد اعتقلوا منذ أغسطس الماضي، وبقي العديد منهم خلف القضبان.
ومثل بروتاسيفيتش ، تعمل زعيمة المعارضة البيلاروسية سفياتلانا تسيخانوسكايا من ليتوانيا.
وفيما يتعلق بحرية الصحافة ، تحتل بيلاروسيا المرتبة مراسلون 158 من أصل 180 دولة على قائمة “مراسلون بلا حدود” ، قائلة إن الصحفيين “تعرضوا لحملة غير مسبوقة لمنعهم من تغطية الاحتجاجات الحاشدة في الشوارع رداً على نتيجة الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها”.