ابنة شهيدة فلسطينية من غزة : “ماما كذبت علي وحكتلي ما رح تروح ع الجنه لحالها الا وانا معها.. اخذتهم كلهم الا انا وبابا”
روت فتاة صغيرة وهي ابنة الشهدة التي استشهدت مع ابنائها الربعة في غزة ، قصة استشهاد والدتها واخوتها حيث قالت :
طول فتره القصف كنا انا واخواتي لانا ودانا واخواني يحيى وزين وبابا وماما بنفس الغرفه او بنتحرك كلنا مع بعض حتى داخل البيت نفسه،عشان اذا متنا نروح الجنه مع بعض وما يصير فينا زي جارتنا خالتو ام محمد مات كل اولادها محمد وخالد وصاحبتي رهف وابوها خالو نادر وضلت هي لحالها عايشه بسسس عشان كانت رايحه تجيبلهم من برا الدار خبز ولما رجعت لاقتهم دارها مقصوفه وكلهم ماتو ،
وكثير حزنننا عليها عشان هي كثير حزينه ودايما بتعيط وبتحكي لو اني ضليت معهم كان ما اتعذبت وعشان ما نتعذب زيها بابا وماما حكولنا نضل مع بعض طول الوقت عشان ما نشتاق لبعض اذا قصفونا .
كان صوت القصف كثير عالي وكانت الاهتزازات بغرفتنا كثير قويه وكان كل ما يصير قصف نصير نعيط وبابا يحكيلنا انه هاد الصاروخ مش عنا عند دار جيرانا تخافوش واحكليو كيف جيرانا اتحملو الصاروخ لما اجى فيهم واحنا هون مش متحملين صوته والاهتزاز عنا قوي كثير كيف عندهم همي، بابا كان يحكيلي همي ما حسو فيه لانه راحو علجنه بس اللي بضل هو اللي بحس بالصاروخ .
كان بابا وماما يقرأوا قران طول فتره القصف بالغرفه معنا وانا واخواني قاعدين جنب بعض ومنحكي مع بعض عشان ما نسمع صوت الصاروخ، وعشان نحاول ننسى الصواريخ، بس علفاضي كان صوت الصواريخ كل دقيقه بنحسو بصير اعلى وبصير اقرب علينا،
اختي لانا سالتني انه اذا رحنا علجنه في هناك مدرسه ولا بتروح علينا، اخوي حكالها اه في مدرسة.. وصاحبتك اللي معك بنفس المقعد بالصف بتلاقيها نفسها هناك فانبسطت وهي بتعيط بنفس اللحظه من صوت الصواريخ.
بعد شوي حكيت لماما بدي اروح الحمام كيف اروح؟ يا ريتني ما حكيت..
ماما حكت لبابا انه ياخدني ويستناني علباب وبسرعه ارجعو.. حكيتلها واذا قصفونا هسه؟؟ حكتلي يعني طول فتره القصف ما اجا فينا الصاروخ يا ماما معقول هسه يجي بالدقيقتين هدول، روحي وما تخافي يا حبيبتي وبعدين ما بروح على الجنه لحالي الا لما اخدكم كلكم معي حبيباتي انتو صح؟!
صدقتها ورحت..
بابا مسك ايدي ورايحين على الغرفه الثانيه عشان نوصل الحمام، بالطريق على الحمام صار انفجار كبير كبير كبير رجعت اعيط عند ماما واحكيلها قصفونا، حكتي لا حبيبتي، طلع الصاروخ مش فينا بجيرانا اللي بالجهه الثانيه الله يرحمهم.. استشهدت فيه بنت صفي اللي جابت الاولى بماده الانجليزي.
اترجيت ماما اني ما اروح على الحمام وبديش الحمام حكتلي لا حبيبتي روحي الحمام وارجعي بسرعه، وصلت الحمام وابوي استناني علباب وامي مع اخوتي بالغرفه, وانا بالحمام سمعت صوت صاروخ جاي بالطريق بعرف اصواتهم وهمي بالطريق بس هاد غير صوته، بقرب علينا بسرعه عاليه وحاسه انه جاي علينا مش عارف متأكدي انه النا هذا الصاروخ ١٠٠٪ ما بعرف ليش في اشي غريب صوته مميز غير عن كل الصواريخ ،
عيطت وبسرعه طلعت من الحمام بركض وللا ابوي شفتو واقف بالصالون بالنص ملخوم بروح يمين شمال مره بدو ييجي عندي ومره بدو يروح عند ماما واخواني لانه عرف زي ما انا عرفت انه هذا الصاروخ بالذات جاي علينا .
وامي كانت عارفة زينا انه هالصاروخ غير عشان هيك شفناها انا وابوي وهي حاضنه كل اخواني وبتعيط وبدها تجيبهم وتيجي عنا انا وابوي عشان خطتنا تنجح ونروح الجنه مع بعض.
طبعا الثلاث فقرات الاخيرات حصلو بثلث ثواني لدرجه انه انا من داخل الحمام بس الحقت افتح الباب وبايا كان بالنص ما لحق يوصل امي حتى وامي بس حضنتهم وما لحقت اجيبهم لعندنا لانهم كانو متشنجين من الخوف والعياط.
ماما نادت علي بصوت عالي عالي عشان نيجي انا وبابا عندها بس ما لحقت تكمل اسمي حتى.. الله يرحمك يا قلبي.. وانفجر جوا دارنا الصاروخ اللي كنا نحلم فيه من اول ما انولدنا بغزه واجت اللحظه اللي كنا عارفين انها رح تيجينا يوم من الايام.
الصاروخ اجا عند غرفه ماما ولانا ودانا ويحيى وزين شفتهم والله شفتهم طارو علجنه مباشره، وبعدها كل الحيط والسقف نزل على بابا وبعدها عندي كلو بنص ثانيه.
ما بعرف وين انا بس عتمه عتمه عتمه صارت الدنيا وانا بكره العتمه واصلن كنت بدعي ربنا لو يبطل في ليل بالمره على الاقل بس فتره القصف يعمل معجزه وما ييجي اللي لانهم بقصفو بالليل اكثر .
ورجلي الثنتين كان عليهم عامود كبير بوجع كثير كثير بس مش عارف اتوجع ولا اعيط لانه كل ما اتنفس بيفوت بانفي غبره كثير كثير بتخنقني وعيني عليهم غبره كثير والدنيا صارت هدوء، وفي حجر كبير ببطني ما بقدر ازيحو وايدي وراي في عليهم كثير اشياء وفي حديده فاتت بايدي ومش عارفه انا شو؟؟ ميته ولا عايشه؟
لو ميته المفروض اكون بالجنه؟ معناها انا مش بالجنه ؟؟
يعني عايشه؟! واتذكرت ماما وبابا ولانا ودانا ويحيى وزين بس اتذكرت زين صرت اعيط اكثر وحزنت عليه لانه كان محوش مصاري من اول الفصل وانا مخبيتلو اياهم عشان كان بدو يشتري بسكليت على العيد بس لما صار القصف ما اشترى وحكى لبعد العيد بشتريه بس يخلص القصف، يا رب يضلو عايش واعطيه مصاريه عشان يشتريه، ما بدي اياهم يضلو معي حرام هدول اله.
فجاءة بطلت احس بوجع نهائيا وصار جسمي بارد بارد ولا حاسسه باشي ، صارلي ساعه ولسا الدنيا هدوء وفش اصوات، وينتا رح يطولوني، بدي اشوف بابا وماما عايشين ولا لا؟ مستحيل يموتو! لانه هيك خلص مستحيل يموتو بدري في كثير اشياء بدنا نعملها!
صارلي ٥ساعات وبطلت اعرف اتنفس بالمره ،
صرت افكر باشياء ثانيه زي كيف رح يعرفو وين انا؟
طيب كيف رح يزيحو الحجار الكبيره وعامود الدار اللي كلو على رجلي؟ بالجرافه؟؟ طيب لو الجرافه وصلته بدها تزيحو بتعرف انه انا تحته؟؟؟! ما رح اتطب فيي؟؟ لو ما انتبه الشوفير اللي بسوق الجرافه بجوز يغلط ويفعصني ؟
هسه بالذات ما بتحمل انه الجرافه تطلع علي لانه جمسي مش متحمل بالمرره! يارب يعرفو اني انا تحت العامود يا رب يا رب
صرلي ٩ ساعات ما في صوت وعتمه ومعدتي صارت كلها تراب وغبره لاني بتنفسش هوا بس غبره؟
مع مين بدي احكي لازم اعرف شو صار باختي لانا، هي اصغر مني وهي مش قويه زيي حرام…
يا رب يكون طلعوها بتتحملش وبتخاف من العتمه والخنقه يا رب انام عشان ما افكر يارب انام يا رب انام، واخيرا نمت من التعب.
في حد بصيح، في اصوات بتصرخ، بلشت اسمع اصوات بتنادي، في ضو خفيف بلش يبين بين الحجار اللي عند وجهي؟ يا رب شافوني يارب شافوني
مره وحده شالو الحجر من قدام وجهي وشفت الفضى وشفت كثير ناس بتصيح لاقينا بنت لسا عايشه، انبسطت كثير بلشو يشيلو بالاحجار عني بس مش شايفه منيح في كثير غبره بعيوني حملوني وصارو يرمحو فيي
كل جسمي مخدر مش عارف احركو ومش حاسسه باشي،
بحكي لعمو اللي حاملني وين ماما ولانا وزين وين اخوتي،
بس شكلو حلقي مسكر والصوت مش بطلع ومحداش سامعني.
اخذوني جوا وبلشو يعالجو فيي وانا بحاول احكي للدكتور امانه تحكيلي وين عيلتي دور عليهم بس الدكتور مش سامعني بالمرره وبحكيلي انت عايشه عمو بس ارتاحي عبين اتطيبي وبتحكي لاني مش سامعك،
صرت اعيط وهمي بحكولي تخافيش رح تعيشي عمو، وانا بحكيلهم بس مش سامعيني انني انا مش خايفه اموت عنجد بس خايف يكون اهلي ماتو كلهم
بعد ساعه اجو الدكاتره بركضو ومعهم تخت عليه حدا سامع صوت ابوي بقرب صفو التخت جنب تختي لفيت وجهي لاقيت ابوي عيطت كثييير من الفرحه انه في حد من عيلتي عايش وما رح يخلوني لحالي حاولت اقوم بس مش قادره واللا ابوي مسك ايدي وباسها..
بعد شوي اجى واحد وبحكي انه ماما ولانا ودانا ويحيى وزين كلهم اعطوك عمرهم صار بابا يعيط عرفت انهم ماتو اكيد الغبرره اللي كنت اتنفسها ما قدرو يتنفسوها وماتو..
طب ليش ياللله، ليييييييييييييش؟؟؟!
بديش اعيش، بدون ماما وخواتي، بقدرش..
ولا اقولك يا الله بدي اعيش عشان ابوي حرام يضل لحالو.. لا لا بديش اعيش عشان اروح عند زين واعطيه الفلوس اللي حوشهم للبسكليت.. شو اساوي يالله.
اجى بابا وباسني وحضني وحكيتلو انه لازم يا بابا ما رحنا على الحمام صحيح؟ صار يعيط ومحكاش اشي،
ولا عمري بروح على الحمام وببعد عنك يا بابا، عشان نضل مع بعض🇵🇸
الكاتب: اشرف سالم
#كي_لا_ننسى