فتبينوا أين كنا وأين اصبحنا .. كورونا
اختلفنا أم اتفقنا في النظرة العامة لادارة الدولة الأردنية وتعامل المؤسسات العامة ومعها السلطة التشريعية مع مختلف القضايا السياسية والاقتصادية على وجه الخصوص ومن الظلم اشارة أي كان بالسلبية حيال تعاملنا مع جائحة كورونا والدلالة هنا بسؤال موضوعي أين كنا وأين اصبحنا .
بقدرات وامكانيات محدودة دخلنا المعركة الشرسة معتمدين على الله أولا وتوجيهات صاحب الرؤى الخيرة جلالة الملك الذي يفاخر العالم اجمع بالانسان الاردني المبدع والمعطاء ولا اجامل هنا ان كافة الجهات الرسمية ابلت بلاء حسنا سواء في في عهد حكومة الرزاز أو عهد حكومة الخصاونة الحالية وها نحن نقطف ثمار هذا الجهد الوطني بقرب فتح كافة القطاعات على أمل ان تعود الحياة العامة الى طبيعتها .
لا يختلف اثنان ان اضرارا بالغة لحقت بكافة القطاعات وبخاصة بالجانب الاقتصادي وان اكثر المتضررين كانوا فئة العمالة غير المنظمة كون ان الإجراءات التي تم اتخاذها خلال هذه المعركة قدمت الصحة والسلامة على الأوضاع الإقتصادية لكنها لم تغفل عن تقديم الدعم المالي الممكن لتخفيف معاناة المواطنين الاشد تضررا .
فتحية فخار نزجيها لكافة ضباط وأفراد قواتنا المسلحة الباسلة ومعهم ضباط وافراد أجهزتنا الأمنية الساهرون على أمننا واستقرارنا وسلامتنا الذين تصدروا المشهد منذ البداية ولا يفوتني الإشارة هنا الى الجهود الاضافية التي تحملتها قوات الأمن وهم يقومون بواجباتهم الأمنية خلال تعاملهم مع الوقفات الاحتجاجية التي كفلها الدستور فتعاملهم تعدى توفير المناخ الآمن لهم وحماية الممتلكات العامة والخاصة من عبث العابثين الى تقديم ما يمكن من مساعدة لمن يحتاجها ومثل ذلك لا يمكن ان يتحقق لولا وجود قائد فذ يتصف بالحكمة والدارية فتحية خاصة للباشا اللواء حسين الحواتمة مدير الأمن الوطني .
وبعيدا عن مستوى الرضى على النهج العام للحكومة الحالية وسلفها حكومة عمر الرزاز حيث البداية في معركة كورونا أن العديد من المسؤولين في عهد الحكومتين حضيوا برضى شعبي كبير نظير ادائهم ومنهم على سبيل المثال وزيرا الصحة والاعلام في حكومة الرزاز الدكتور سعد جابر وامجد العضايلة والعميد مازن الفراية وزير الداخلية الحالي الذي كان انذاك يتولى منصب مدير عمليات خلية أزمة كورونا والذي زاد في تميزه عندما تم تكليفه بادارة وزارة الصحة بالاضافة لحقيبة وزارة الداخلية فبالرغم من عدم تخصصه في المجال الصحي سجل سابقة لتحاشي حدوث مأساة جديدة كتلك التي شهدها مستشفى السلط عندما وجه الحكام الأداريون للاطلاع على اجراءات تأمين وتوفر الأكسجين في كافة مستشفيات المملكة والذي اتى بنتائج طيبة يوم انقطعت الكهرباء عن كافة ارجاء المملكة حيث لم تُسجل اية حادثة أو قصور في هذا الشأن .
ما تقدم لا يعني ان الأداء العام للسلطتين التنفيذية والتشريعية في مستوى الرضى الشعبي والذي له اسبابه ومسبباته وفي مقدمتها الأوضاع الاقتصادية وحدوث تجاوزات هنا وهناك وبخاصة فيما يتعلق بالتعيينات ولا يعني ايضا ان عدم الرضى أنه يشمل جميع اعضاء السلطتين فالتميز موجود كما القصور أو الضعف وكثيرون هم الوزراء والنواب الذين كانوا يعملون بصمت غايتهم خدمة الوطن والمواطن لكن وبالمحصلة فان ما يحكم الأداء والمخرجات عوامل عديدة يتصدرها الكفاءة والمؤهلات والسيرة والمسيرة ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب والحساب والعقاب اضافة الى اهمية وجود اعلام وطني حر يُتقن العاملون فيه على وضع النقاط على الحروف كما يجب دفاعا عن المصالح العليا للوطن والتأشير بموضوعية على مواطن الخلل والقصور وعلى بؤر الفساد والتجاوزات والعمل كذلك على ابراز الانجازات والمبادرات الخلاقة لتكون قدوة لمن يتصفون بالمواطنة الصادقة .
علينا وقد ولجنا المئوية الثانية من عمر الدولة الاردنية التي بنيت بسواعد وعقول الأولين وسط أقليم ملتهب وضعف في الموارد والامكانات والتي باتت تُشكل عامود الارتكاز الأمني للمنطقة ان نعيد ترتيب أوراق المسيرة ليتصدر أولوياتنا نهج الاعتماد على الذات وبناء علاقات مع الدول الشقيقة والصديقة بناء على المصالح العليا للدولة وان نطور كافة التشريعات لتنسجم مع ما فرضه الواقع الافتراضي الجديد وعالم القرية الصغيرة والاولوية هنا للتشريعات الناظمة للحياة السياسية وقد بات حكما ان الدول التي تشربت الديمقراطية تنعم شعوبها بأفضل حياة حيث دفعنا ثمنا باهضا لتغول البعض على المنصب العام .
لكن الأهم من ذاك وذلك في هذا العالم الإفتراضي الثقافة المجتمعية في التعامل مع منصات التواصل الاجتماعي فللاسف الشديد ان قلة هم الذين يٌقدرون أهمية هذه المنصات في سرعة نقل المعلومات وتبادل الافكار والمقترحات والإطلاع على كل ما هو جديد وكذلك في تمتين العلاقات بين سكان المعمورة فكثيرون يعمدون الى استخدامها بسوء نية والبعض عن جهل ويحضرني هنا مبادرة ( فتبينوا ) التي اطلقتها مديرية الأمن العام بهدف تشجيع المواطنين على التعامل بالمعلومة الصحيحة والابتعاد عن تداول الإشاعات القاتلة فبناء المجتمعات يقوم على الصدقية في القول والعمل والإنتماء والولاء يقوم على المواطنية الصالحة التي تعود بالخير على الجميع فلنكن بمستوى الطموح الذي ننشد تحقيقه في المئوية الثانية لدولتنا العتيدة … والله من وراء القصد .