الحنيفات يكتب..تساؤلات عن مصير العلاقات الدولية … بعد كورونا
مع انتشار وباء كورونا الذي لم يعرف مصدره لغاية الآن ، وما خلفة من ضجة كبيره حول العالم ، ووصول الإصابات الى اكثر من مئة مليون والوفيات تجاوزت المليونين وفاة، في الدول الفقيرة والغنية ، الصغيرة والكبيرة ، والمتقدمة والمتخلفة، حيث بدأ هناك تساؤلات كثيرة عن مصير العلاقات الدولية ؟وهل ستتأثر بهذه الجائحة ، خاصة انه بدأ هناك تبادل للأتهامات بين الدول الكبرى بخصوص من هي الدولة التي خرج منها الفايروس، وانتقل الى معظم دول العالم ،وأحدث تغييرات جذرية في هذه الدول وفي عاداتها وتقاليدها وايضاً الكثير من المتغيرات التي تعودت عليها تلك الدول.
ومن بين التساؤلات ايضاً هل ستبقى العلاقات ما قبل كورونا كما هي بعد كورونا ، وهل ستظهر هناك متغيرات في منظومة العلاقات القيمية بين تلك الدول ، وهل ستتعاون الدول الكبرى في دعم الدول التي تضررت من تلك الجائحة ، لأن الكثير من اقتصادات الدول الصغيرة اصبحت على شفة الهاوية جراء هذه الفايروس الذي تسبب في هدم المنظومة الصحية والاقتصادية في تلك البلدان.
وذكر وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر في مقال له في صحيفة وول ستريت جورنال، “وباء كورونا سوف يغير النظام العالمي إلى الأبد، فقد تكون الأضرار التي ألحقها بالصحة مؤقتة، إلا أن الاضطرابات التي ألحقها قد تستمر لأجيال عديدة”. ورأى أنه لا يمكن لأي دولة، وإن كانت الولايات المتحدة، أن تتغلب على الفيروس بجهد وطني محض، وأنّ التعاطي مع الضرورات المستجدّة بعد الآن ينبغي أن يصاحبه وضع رؤية وبرنامج لتعاون دولي لمواجهة الأزمة.
هذا التصريح يضعنا في أمام حقيقة أن “عالم ما بعد كورونا” لن يكون كما كان قبله، حيث شكّل الوباء إطاراً جديداً للتفكير في الواقع والمستقبل، بدأت معه منظومة العلاقات الدولية تتعرّض لإعادة النظر والتقييم. وقد يكون مبكّرا فهم طبيعة التغييرات.
ازمة كورونا تحولت الى ازمة عالمية ، تتطلب من جميع الدول الوقوف بخندق وواحد للسيطره عليها،حيث أن الفرصة سانحة لإعادة النظر في العلاقات الدولية وجعلها أكثر توازناً وخدمة لكافة الشعوب ؟والتساؤل المهم هل سيشهد العالم فعلًا تحوّلًا في بنية النظام الدولي، وهل لا يزال منظروا السياسات الدولية على موقفهم التقليدي بأن المتغير الاقتصادي يلعب دوراً في تحديد طبيعة العلاقات الدولية، أم أنها بعد أزمة كورونا باتت تحتاج إلى مراجعتها.
والتساؤل القوي والاخير .. ماذا يُراد من هذا الوباء ومن هو المستفيد؟