ترامب يشعل فتيل حرب تجارية جديدة برسوم جمركية قياسية
دخلت حزمة جديدة من الرسوم الجمركية الأميركية حيّز التنفيذ، ما ينذر بتصعيد غير مسبوق في التوترات التجارية العالمية. وامتدت الإجراءات لتطال نحو 60 شريكًا تجاريًا لواشنطن، مع تركيز لافت على الصين التي فرضت عليها الولايات المتحدة ضريبة جمركية وصلت إلى 104%، في خطوة وصفت بأنها الأعنف ضمن سياسة “الرسوم المتبادلة” الجديدة.
وتفاوتت الرسوم المفروضة على باقي الدول بين 11% و50%، ما أثار استياءً واسعًا لدى الشركاء الاقتصاديين للولايات المتحدة، وأعاد إلى الأذهان مشاهد من حرب الرسوم الجمركية السابقة خلال ولاية ترامب الأولى. أما الاتحاد الأوروبي، فقد خُصّ برسوم تصل إلى 20%، في تصعيد مباشر للعلاقات التجارية مع أحد أبرز الحلفاء الغربيين.
ويأتي هذا التصعيد بعد توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا بتاريخ 2 نيسان 2025، يسمح بفرض رسوم جمركية “متبادلة” على دول العالم كافة، مبررًا ذلك بـ”انعدام التوازن التجاري المزمن الذي يضر بالاقتصاد الأميركي”، على حد تعبيره. وشدد ترامب على ضرورة معاملة الدول بالمثل، في إشارة إلى أن هذه الرسوم جاءت كردّ على ما يعتبره قيودًا ظالمة على المنتجات الأميركية في الخارج.
القرارات الجديدة تهدد بإشعال حرب تجارية عالمية، مع تحذيرات من تبعاتها السلبية على معدلات التضخم والنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة والعالم. ويرى خبراء أن ارتفاع الأسعار وتراجع حركة التجارة قد يكونان أبرز نتائج هذه السياسة، في وقت تحاول فيه اقتصادات العالم تجاوز آثار الأزمات المتلاحقة التي ضربت الأسواق الدولية خلال السنوات الماضية.
