يسرى أبوعنيز تكتب: بأي ذنب قُتلت الطالبة الجامعية ؟
بأي ذنب قُتلت تلك الطالبة الجامعية قبل أيام على يد والدها ،وأياً كان الذنب الذي اقترفته هذه الفتاة ،فأي أب هذا الذي يُقدم على جريمته هذه،ليضرب إبنته حتى الموت،ويقتلها بدم بارد،وكأنها إقترفت ذنباً عظيماً؟.
وأي جرم إرتكبته هذه الفتاة الضحية،حتى وإن كانت نتيجتها الجامعية لم تعجبه،وحتى وإن كانت فعلاً أخفقت في تحصيلها الجامعي لهذا الفصل،فإن الأمر حتماً لا يصل إلى مرحلة القتل،خاصة بعد انتشار مقطع فيديو على وسائل التواصل الإجتماعي ،تُهنئ فيه إحدى المدرسات في الجامعة الطالبة الضحية ،وهي طالبتها القتيلة تُهنئها بتفوقها في المساق الذي تُدرسه،وحصولها على علامة كاملة في الإمتحان،وأخرى كاملة في المشاركة.
هذه الجريمة التي هزت المجتمع الأردني ،واستنكرها الجميع بعد معرفة الدافع الحقيقي وراء ارتكابها،وكذلك الأسباب،والتي لا تصل لكونها جريمة ليقدم والدها على قتلها،دون أن يرف له جفن.
كما أن الجريمة المرتكبة بحق هذه الطالبة الجامعية ،والتي لا تزال في مقتبل العمر ،ولم تحقق حتى حلمها بالحصول على شهادتها الجامعية ،والتي قُتلت من أجلها كما هي الأسباب المذكورة لارتكاب هذه الجريمة من قبل والدها.
وقضية هذه الطالبة الجامعية العشرينية ،والتي تعرضت للضرب المبرح من قبل والدها مما أدى لوفاتها ،بحجة تدني نتيجتها في الجامعة خلال الفصل الدراسي الحالي ،فتحت الباب على مصراعيه على هذا النوع من الجرائم الأسرية ،والتي ترتكب ضد أحد أفراد الأسرة ،والتي تقع في الغالب على الإناث.
غير أن مثل هذه الجريمة ،والمرتكبة بحق فتاة بريئة،ومن قبل والدها ،والذي يفترض أن يكون الحامي لها،ولكنه كان هو الجاني الذي أنهى حياة إبنته دون ذنب ،أو سبب مقنع ،وهذه الجريمة لم تكن الأولى في المجتمع الأردني ،وحتما لن تكون الأخيرة ،وذلك في ظل تزايد الجرائم المرتكبة ضد المرأة ،وغالباً ما تكون الأسباب واهية ،غير أن الثابت الوحيد هو وجود إمرأة ضحية ،إرتكب أحد محارمها جريمة قتل بحقها.
و يراودني وأنا أكتب هذه الكلمات سؤال بسيط لوالد هذه الفتاة الضحية:تُرى كيف هانت عليك فلذة كبدك ،حتى قتلتها بهذه الطريقة ،وهل تعلم أنك قتلتها مرتين،الأولى عندما قتلت أحلامها ،قبل أن تحصد ثمرة جهودها الدراسية ،والثانية عندما قتلتها ،وحرمتها من أهلها ،وصديقاتها،وسرقت منها حياتها،والتي وهبها لها رب العالمين؟.
غير أني ادعو الله عز وجل أن يتغمد هذه الفتاة الجامعية،ومن وقعن،ووقعوا ضحايا للجرائم الأسرية،بواسع رحمته،ولا نُطالب أو نقول أوقعوا بحقهم أشد العقوبات لتكون رادعاً لهم ولغيرهم،ولكن يجب أن تأخذ القوانين مجراها،حتى وإن كان مُرتكب الجريمة أحد أفراد الأسرة ،لوقف هذا المسلسل من الجرائم ،والتي باتت تؤرقنا.