قلوبنا مع خالدة جرار
بقلم: شاكر فريد حسن
خالدة جرار مناضلة فلسطينية، وناشطة نسوية يسارية، وقائدة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعضو في المجلس التشريعي الفلسطيني، وناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، خاصة حقوق الأسرى الفلسطينيين، كانت تعرضت لاعتقالات متكررة بسبب مواقفها السياسية ونشاطها النضالي في مقاومة الاحتلال، وفي كل مرة كانت تخرج أكثر صلابة وايمانًا بعدالة قضية شعبها الوطنية، وبعد أن تم إطلاق سراحها أعيد اعتقالها، وهي الآن تقضي محكوميتها في السجون والزنازين الاحتلالية، وبقي لها شهران كي تنفس وتعانق الحرية.
وبالأمس توفيت ابنتها سهى بشكل مفاجئ إثر نوبة قلبية حادة، ولكن سلطات السجون الإسرائيلية رفضت السماح لخالدة المشاركة في جنازتها، ما يزيد من معاناتها وأساها وحزنها وحالتها النفسية. وباءت بالفشل جميع المطالب والتوجهات والجهود التي بذلتها مؤسسات حقوقية ومنظمات المجتمع المدني وأعضاء من القائمة المشتركة، للسماح لخالدة وداع ابنتها، وإلقاء النظرة الأخيرة على فلذة كبدها الباحثة القانونية والحقوقية ضد الاحتلال.
وهذا القرار الاحتلالي الظالم والجائر هو بمثابة انتقام من القائدة خالدة جرار في محاولة للنيل منها ومن صمودها، بعد فشل جميع الاعتقالات السابقة في ثنيها عن مواقفها ودربها الكفاحي.
إن عدم السماح لجرار المشاركة غي جنازة ابنتها هو جريمة كبرى بحق الإنسانية، ودليل واضح أنه لا يوجد احتلال إنساني، بل احتلال غاشم وقهري واضطهادي، ومهما طال فهو زائل.
قلوبنا مع الأسيرة خالدة جرار، نشاركها حزنها وأساها الذي تضاعف الآن، لعدم تمكنها من وداع ابنتها، ونقول لها صبرًا جميلًا، ومزيدًا من الصمود. ورحم اللـه الابنة سهى وتغمدها بواسع رحمته، وعاشت ذكراها خالدة في السفر النضالي الفلسطيني، وفك أسر الأم خالدة قريبًا.