يسرى أبوعنيز تكتب :التعليم البيئي ام ثقافة النظافة ؟

يسرى أبوعنيز
لا يكاد يختلف اثنان أننا أصبحنا بحاجة ماسة للتعليم البيئي في مدارسنا ،وجامعاتنا،كما أننا بحاجة لتعليم أطفالنا على ثقافة النظافة ،وهنا ليس المقصود بها النظافة الشخصية فحسب ،بل نظافة الأماكن العامة ،وكيفية الحفاظ على بيئتنا نظيفة.
وما نشاهده كل يوم في شوارعنا ،وكذلك الحال في أماكن التنزه يندى له الجبين ،وخاصة بعد عطلة نهاية الأسبوع ،ليتحول المكان الذي يزوره الكثير من المواطنين إلى مكرهه صحية في أقل من يوم واحد ،وذلك نتيجة لتراكم النفايات ،والفضلات،والتي عجز هؤلاء الأشخاص عن جمعها ،ووضعها في أكياس نفايات ،وبالتالي طرحها بعيدا عن هذا الموقع.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد ،بل أن بعض المواقع السياحية تحولت فعلا إلى مكبات للنفايات ،وذلك بعد تراكم نفايات المتنزهين من جهة ،وقيام بعض الأشخاص ،والجهات بطرح النفايات في هذه المواقع من جهة أخرى ،وذلك كما هو حاصل في غابات اشتفينا السياحية لنجد أن بعض الأماكن في هذه الغابات قد تحولت فعلا فعلا لمكرهة صحية.
ولعل مثل هذه التصرفات ،والتي يجب أن نبدأ محاربتها من البيت ،وذلك من خلال تعليم أطفالنا على كيفية الحفاظ على البيئة نظيفة ،وعدم تلويثها ،والحفاظ على الأماكن السياحية بأجمل مظاهرها ،وذلك لكونها تعكس الوضع في بلدنا العزيز ،وغير ذلك فإن هذه التصرفات لدليل واضح على انعدام ثقافة النظافة ،وبخاصة في الأماكن العامة ،والسياحية،وعدم الحفاظ على نظافتها ،وعدم الشعور بالمسؤولية لدى بعض الأشخاص.
ومن هنا فإن التعليم البيئي ،وثقافة النظافة ،أمران يجب أن يتم تطبيقهما ،خاصة في هذه المرحلة،الأول في مدارسنا ،وجامعاتنا،والثاني في بيوتنا ،ومؤسساتنا ،وذلك حتى نصل إلى مرحلة من الوعي بالقضايا البيئية ،والحفاظ على كل ما يحيط بنا من ماء ،وهواء،وتربة نظيفين ،بعد ان باتت البيئة مهددة بالتلوث بكل ما يحيط بها.
وكذلك فإن للأسرة ،والبيت قبل المدرس ،والجامعة الدور الأكبر في التوعية بالقضايا البيئية ،وذلك من خلال تعليم أطفالنا أهمية الحفاظ عليها من التلوث ،وكذلك تعليمهم أهمية ثقافة الحفاظ الحفاظ على نظافتها من خلال عدم طرح النفايات في اي مكان ،او تركها في أماكن التنزه ،بل وتعويدهم على جمع النفايات ،من خلال المشاركة في حملات النظافة ،وتنظيم مثل هذه الحملات ،والمشاركة في حملات التوعية البيئية.
وفي حال ما بدأنا بهذا الأمر ،سواء التعليم البيئي ،أو التعويد على ثقافة نظافة البيئة بأطفالنا ،من البيوت ،والمدارس فإننا حتما سنصل إلى نتيجة مرضية ،ونكون بذلك قد أنتجنا جيلا يتحمل المسؤولية تجاه بيئته من خلال الحفاظ عليها نظيفة ،وسليمة،ووطنه ليكون جذابا للزوار ،لا منفرا لهم ،وكذلك الحال لمواقعه السياحية ،والأثرية.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى