ابوها قيدها بالجنزير وضربها ومنعها من التواصل مع امها المطلقة
سنوات طويلة حرمت السيدة الأربعينية «فايزة أحمد» من رؤية ابنتها، بعدما أخذها طليقها الابنة عنوة وسافر بها، حيث الفرافرة، لتكبر بعيدًا عن حضنها وتحرم من مشاركة تفاصيل حياتها، وبعد قرابة 20 عامًا من الحرمان، رأت الأم ابنتها في صورة زادت من الوجع والمرارة التي تعيشها، فابنتها مقيدة بـ«الجنزير» في السرير ممنوعة من الحركة، وزعمت الأم أن ذلك بأمر من والدها الذي فرض عليها حالة من العنف الجسدي والمعنوي.
الحكاية ترجع لقرابة عام 1998 حين تزوجت «فايزة» من رجل يعمل موظف بإدارة المكافحة الزراعية، واتهمت زوجها بالمعاملة السيئة من ضرب وإهانة متكررة، لم تستطع تحملها أكثر من شهرين حتى انتهت العلاقة الزوجية، لكن وقتها أدركت فايزة أنها حامل.
ارتضت «فايزة» بنصيبها وأنجبت طفلة أسمتها «ندى»، عاشت معها عامين كاملين، حتى أتيحت فرصة الزواج أمام السيدة الأربعينية مرة أخرى، فوافقت على الأمر حتى يكون ظلًا تحتمي به ويتولى مسؤوليتها، لكنها زعمت أن طليقها لم يتركها في حالها، وأخذ منها ابنتها عنوة، وذهب بها إلى الفرافرة، وتحديدًا قرية فوشنا حيث يقيم، برفقة زوجاته وأبنائه «اتجوز كتير وطلق ويتجوز تاني، وهو بقى عنده 7 أبناء غير ندى بنتي».
من هذا الوقت، حرمت «فايزة» من رؤية ابنتها، لتستقر الأم في محافظة سوهاج، بينما تقيم الابنة في الفرافرة وتنقطع الأخبار بينهما «مبقتش أشوفها وكبرت بعيد عن حضني، مش عارفة عنها حاجة»، مكالمات قليلة على فترات متقطعة كانت الوسيلة الوحيدة التي يطمئن بها قلب الأم على ابنتها حتى كبرت «لما كبرت ودخلت كلية تربية زراعية بقت تكلمني كل فترة، بس كنت قلقانة برضه عشان قالتلي إنها بتعاني من المعاملة السيئة من باباها، قلبي كان بيتقطع عليها».
ظلت العلاقة بين الأم وابنتها لم يربطها سوى المكالمات المتقطعة، وفي الوقت الذي اختلط قلب الأم الأربعينية بالقلق على حياة ابنتها، زادته مكالمة هاتفية تلقتها من رجل ذي صلة بعيدة بطليقها «فجأة لقينا حد بيتصل بينا هو عارف طليقي وبنتي من بعيد، وقاللي بنتي بتتعذب وأبوها بيضربها»، حاولت «فايزة» الاطمئنان على ابنتها دون فائدة، حتى اصطدمت بمقطع الفيديو حصلت عليه من الوسيط، وبه آثار تعذيب لابنتها، واتهمت زوجها أنه مرتكب ذلك «لقيت بنتي مربوطة في السرير بجنزير من رجلها».
حالة مصحوبة بالانهيار والصدمة حين رأت «فايزة» بالصورة المؤلمة «مش عارفة أوصلها ومش عارفة أعمل إيه، نفسي يتنازل عنها وأخد عليه تعهد أنه يبعد عنها وترجع تعيش معايا نفسي ارحمها من العذاب»