الميت صحي حد يحل الكفن.. ما قصة أحمد الأشرم العائد من الموت؟
مات «أحمد الأشرم» وأقيم سرادق العزاء وتوشحت القرية بالسواد، بكائيات ولطميات من النساء، في أثناء خروج «النعش»، حمله شباب قريته لتشيعه لمثواه الأخير، وأمام المقابر، حرك المتوفي «قدمه»؛ معلنًا رفضه الرحيل، في مشهد أدهش المتواجدين وأعاد البسمة إلى وجوههم التي اكتست بالحزن بعد إعلان الأطباء خبر وفاة «الأشرم».
أحمد الأشرم.. ابن مدينة أدكو بمحافظة البحيرة الذي اشتهر بلقب «العائد من الموت»، مواطن عاش حياة عادية.. في الظل، لكن واقعة وفاته ودفنه جعلت منه نجما، بل أن هناك من وضعه في مقام الأولياء باعتباره صاحب كرامات، تستوجب أن يبني له ضريحا.
ولم تلبث حالة الفرح التي عاشها أهالي مدينة إدكو بمحافظة البحيرة طويلا، بعدما شعروا بتحرك جثة «أحمد الأشرم»، داخل نعشه أمام مقابر مدينة إدكو، وعاد الحزن مرة أخرى ليلقي بظلاله على أهالي المدينة الهادئة، حينما أخبرهم الأطباء أن «الأشرم»، متوفي ولا صحة لعودته للحياة مرة أخرى، وتسببت الواقعة في سرد القصص والروايات غير الحقيقية، وسرعان ما تداول رواد السوشيال ميديا قصة المتوفي العائد للحياة مرة أخرى، دون التبين أو الاستفسار عن تفاصيل الواقعة.
مات مرة أخرى من المفاجأة
انتشرت قصص وروايات للأهالي عن «الأشرم»، منهم من كتب أنه عاد للحياة مرة أخرى، وعندما وجد نفسه في الكفن توفي من المفاجأة، ومنهم من قال إنه تعرض لغيبوبة سكر وعاد مرة أخرى لوعيه.
بينما رأى آخرون أن المتوفي أظهر كرامة ولابد من تشييد ضريح له.
جثة تتحرك داخل النعش
أهالي إدكو يروون قصة «العائد إلى الحياة»، حيث يقول عادل بكر، أحد جيران «الأشرم»: «بلغنا خبر وفاة أحمد بلبل الأشرم، من سكان مدينة إدكو، وبحسب المتبع في مثل هذه الحالات، خرج الجيران والأصدقاء يتبعون جنازة المتوفي، بعدما قرر أهله دفنه عقب صلاة العشاء أمس الأثنين، وأثناء أداء صلاة الجنازة أمام مقابر المدينة، شعر المشيعون بالنعش يتحرك، وما أن رفعوا غطاء النعش، إلا ووجدوا قدم المتوفي تتحرك».
عودة المتوفي للمستشفى
استدعى الأهالي سيارة إسعاف سريعا، وعادوا بالجثة المتحركة إلى مستشفى إدكو المركزي لتوقيع الكشف الطبي عليه، وفي قسم الاستقبال أخبرهم الأطباء أنه ميت ولا نبض وضغط له، وحدثت حالة من التخبط بين أهل المتوفي حول دفنه مرة أخرى، فبعضهم طلب الانتظار حتى الصباح، لعله يكون في غيبوبة سكر ويفيق مرة أخرى، ومنهم من أكد أن إكرام الميت دفنه ولا داعي للانتظار، بعد تأكيد طاقم طبي كامل أنه قد توفى بالفعل، وهو ما كان بالفعل، حيث تم دفنه عقب عودتهم للمقابر مرة أخرى.
خداع بصري وتهيؤات المشيعين
من جانبه، قال مصدر طبي بمستشفى إدكو المركزي لـ«الوطن»، إن تصريح الدفن جرى استخراجه عقب توقيع الكشف الطبي على المتوفى من قبل مفتشي الصحة، ولا يوجد خطأ في ذلك خاصة أن الأطباء يحرصون على توقيع الكشف بتفاصيل محددة، تحسبا لوجود أي شبهة جنائية في حالات الوفيات التي نُبلغ بها.
وأشار المصدر إلى أن أهل المتوفي عادوا بجثته مرة أخرى، وتم توقيع الكشف الطبي من قبل طاقم كامل بمستشفى إدكو، وتبين أنه ميت منذ فترة، وأن ما حدث مجرد أوهام وتهيؤات سيطرت على عدد من أفراد أسرة المتوفي.