الإشتباك الحزبي الفكري الهادف
كتب أ.د. محمد الفرجات
كمواطن وناخب سأتحدث فقط، فكم سيكون رائعا أن يكون هنالك أحزابا قليلة العدد وتشتبك بالفكر، وكل حزب يدافع عن فكرته ورؤيته، ويعللها ويحللها، وعبر فعالياته وعبر الإعلام يقدمها كطرح، فيقنع الشارع بها،،،
تخيلوا:
في المشكلة المائية،
الحزب “أ” يرى أن الحصاد المائي وبناء السدود والتعايش مع الشح المائي هي الطريقة الأنجح،
بينما حزب “ب” يقول بأن تحلية مياه خليج العقبة ورفد المحافظات هو الحل المستدام،
حزب “ج” يقول بأن فكرة الحفر العميق مجدية مع عملية ترشيد إستهلاك المياه،
في مشكلة الطاقة،
حزب ينادي بمحطة الطاقة النووية لتوليد الكهرباء كحل نهائي، بينما حزب آخر يقول بأن الطاقة النظيفة من شمس وهواء هي الأنسب والأنظف والأكثر أمانا مقابل النووي والأقل كلفة، والحزب الآخر يرى بأن وضع الطاقة لدينا جيد ويمكن تعزيز المصادر بحرق الصخر الزيتي لتوليد الطاقة،
في مجال الإقتصاد،
حزب يدعو لمزيد من الإقتراض لرفد المشاريع الرأسمالية، وحزب يدعو للحد من الإستيراد ودعم صناعتنا الوطنية، وحزب يقول بأن التوجه للإستثمار بتكنولوجيا المعلومات هو المستقبل الإقتصادي،
الفقر والبطالة،
حزب ينادي بالتوسع أفقيا وعموديا بالتعليم المهني، مقابل الحد من العمالة الوافدة في بعض المهن والحرف الصناعية والإنتاجية والإعمار، وحزب يرى بأن دعم القطاع الخاص هو الحل، بينما الحزب الآخر يطالب بفتح المجال للشباب بالإقتراض وفتح مشاريع ميكروية وإبداعية وريادية،
وهكذا الأمر تطرح الأحزاب رؤية وبرامج مفصلة بالنسبة للخدمات والصحة والتعليم، والبنى التحتية، والقطاعات المختلفة من تجارة وصناعة وسياحة وزراعة وأعمال… إلخ،
إن أردنا الحديث عن الأحزاب كيف يجب أن تكون (كما أتخيل كمواطن وناخب)، فهنا يجب أن يكون الأمر إشتباك فكري إيجابي نافع للبلاد والعباد والأجيال القادمة، ترى فيه كل الأطياف بحلولها، وليس صراع صامت لا حل له.