سن الترشح 25 سنة … الولد سكتوه
بقلم المحامي الدكتور زياد العرجا
في ظل تسارع الاحداث السياسية في الاردن، وسخونة المشهد السياسي منذ تعين اللجنة الملكية للإصلاح السياسي والتي تعمل إحدى لجانها على تخفيض الترشيح للراغبين بالترشح لمجلس النواب القادم الى سن (25) سنة، واصبحنا نتغنى ونرقص لهذا الانجاز العظيم الذي حققته لجنة الانتخاب في اللجنة الملكية.
فتخفيض سن الترشح يجب أن يكون مستنداً لهدف، فهل نريد توسيع دائرة المشاركة في التمثيل أم نريد أن نشكل مجلس أكثر نضوجاً وخبرة، فهناك بعض بلدان العالم لديهم أحزاب ترشح الشباب ولكن التخفيض يمكن أن يساهم في زيادة الفوضى، فتخفيض سن الترشح للانتخابات النيابية لكون النضج السياسي والاقتصادي للشباب في هذا العمر لم يكتمل بعد، اضافة لعدم وجود أحزاب تغلب الصالح العام على الاعتبارات الشخصية. وسيعود بنتائج سلبية على أداء مجلس النواب، كما أن الشباب دون الثلاثين يصعب عليهم النجاح بالانتخابات الا في حالات قليلة واستثنائية لا يقاس عليها.
كما أن الشاب بعمر 25 قد لا يكون اكتسب الخبرة الكافية ولكن من يقنع فئة كبيرة من الناس للتصويت لهذه الفئة ، لذلك ادعوا لإعادة صياغة قانون الانتخاب ليكون هناك تمثيل حقيقي للشباب وكافة الجهات.
هذا بالإضافة الى الاحصائيات المحاكم الشرعية التي تثبت ان نسبة الطلاق والشقاق والنزاع وقضايا النفقة مرتفعة للفئة العمرية من 30 سنة فما دون مرتفعة جدا والسبب يعود للتسرع وعدم رجاحة العقل.
ولعل ما حدث من قبل النائب الشاب عماد العدوان من جلوس على كرسي رئيس الوزراء بشر الخصاونة والضجة التي حدثت داخل مجلس النواب جعلت نائب رئيس الوزراء توفيق كريشان يتفوه بكلمات نضع عليها علامات استفهام كثيرة، ففي ظل الانجاز الذي تتحدث عنه لجنة الانتخاب المنبثقة عن اللجنة الملكية للإصلاح السياسي بتخفيض سن الترشح لمجلس النواب القادم لـ25 سنة وسن الترشح للمجالس البلدية لـ 22 سنة ، فالوزير الذي لم يعجبه سلوك النائب قائلا : “الولد …سكتوه” فاذا كان النائب يبلغ من العمر اكثر من 35 سنة واعتبره نائب رئيس الوزراء بالولد لأنه اعتبر تصرفاته تصرفات أولاد وذلك لصغر سنه، فماذا يحدث اذا ما تفاجئنا بفوز نائب بالبرلمان القادم عمره 25 سنة وقام بتصرف مشابه له، فما هو الموقف الذي سيكون عليه الحال اذا؟ وبماذا سيتم التلفظ عليه؟؟
هل سيكون الحديث له ” عمو روح اجلس مكانك هسه بيجي عريف الصف بضربك”
فلو نظرنا الى شرط قبول عضو مجلس الاعيان ببلوغ سن الاربعين فلماذا لا يكون سن من يترشح للانتخابات النيابية والبلدية واللامركزية اسوة بهم وهنا تدور علامة الاستفهام اتمنى على اصحاب القرار التفسير ؟!