الفلسطينيون يدعون للنفير العام دفاعا عن الحرم الإبراهيمي في الخليل

تتعالى دعوات الفلسطينيين للنفير العام دفاعا عن الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ مخططاته التهويدية في الحرم الإبراهيمي.

ويقول المسؤولون في المدينة وأهاليها، إن الاعتداءات والممارسات العنصرية والانتهاكات اليومية من قبل المستوطنين المدججين بالسلاح لا تتوقف، وبزعم توفير الحماية للمستوطنين المدججين بالسلاح، تغلق سلطات الاحتلال منذ عقود ساحات ومتنزه الحرم الابراهيمي، وتفرض على الفلسطينين اثناء ذهابهم لأداء شعائرهم الدينية في الحرم من خلال حواجزها العسكرية، قوانين عنصرية، محرمة دوليا.

ولم تكتف سلطات الاحتلال بقتل عشرات الفلسطينين، وجرح واعتقال المئات، على حواجزها، وبواباتها الالكترونية، والدولابية الحديدية، التي نصبتها على بوابات الحرم وفي داخله وعلى مداخل البلدة القديمة وسط مدينة الخليل، بل تعدت ذلك الى ممارسة غطرستها لتغيير معالم الحرم التاريخية والحضارية، عبر شق طريق وتنفيذ عمليات حفر بآلياتها الثقيلة بمحاذات الحرم وفي ساحاته الغربية، وشروعها بإقامة مصعد خارجي يستولي على مساحات جديدة من أرض الوقف الإسلامي، ما شكل مسا خطيرا بمعالم الحرم واعتداء على حرية العبادة فيه باعتباره مسجدا خاصا بالمسلمين فقط ولا يحق لغيرهم منازعتهم عليه.

اقرأ أيضاً : “باحث”: المشروع الاستيطاني في الخليل يؤكد خضوعها للقانون “الإسرائيلي”

وفي اطار الصلاحيات العامة فحق إدارة الحرم والاعتناء بساحاته وكافة ممتلكاته، يعود لوزارة الاوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية وبلدية الخليل ولجنة اعمارها، لكن سلطات الاحتلال أصدرت في شهر آب عام 2020، قرارا يقضي ببناء مصعد للمستوطنين في الحرم الابراهيمي، بذريعة استغلاله للحالات الإنسانية، في محاولة لإضفاء الطابع الإنساني على هذا القرار الاستيطاني البحت، وإظهاره على أنه يعالج قضية إنسانية لخداع العالم وصرف الأنظار عن الجوهر القرار وحقيقته، وانه يمس بتاريخ الحرم العريق.

بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة حقوق الانسان والمجتمع المدني أحمد التميمي لـ”وفا”، “يتبادل الاحتلال ومستوطنوه الادوار في تهويد الحرم وكل ما هو فلسطيني، المجزرة البشعة التي ارتكبها احد مستوطنيهم وهو “طبيب اطفال”، كانت بهدف تقسيم الحرم والسيطرة عليه وعلى الخليل القديمة، عوقبت الضحية وحاز الجلاد على هدية بمنحه اجزاء من الحرم الابراهيمي.

حيث قسم الاحتلال المسجد زمانيا ومكانيا بين الفلسطينيين والمستوطنين، وهذا على مرآى ومسمع العالم الذي لم يحرك ساكنا، وشروع الاحتلال هذه الايام بتنفيذ حفريات في محيط الحرم بزعم شق طريق وإنشاء مصعد إنساني، هو قرار استيطاني كما سابقه من قرارات، هدفه تغيير ملامح الحرم التاريخية والحضارية، والاستيلاء على ساحاته ومرافقه، وكل ذلك يصب في اطار تهويده”.

وأشار التميمي إلى “أن سلطات الاحتلال تنتهك كل القوانين والأعراف والاتفاقات الدولية تجاه الحرم الابراهيمي، والبلدة القديمة في الخليل، من منع رفع الأذان فيه، ومنع وصول الفلسطينيين إليه والصلاة فيه في أغلب الأيام، وتفتحه للمستوطنين الذين يدنسونه ويواصلون أعمالهم العدائية ضد الفلسطينيين فيه، وفي محيطه بشكل يومي، ضاربين بعرض الحائط كل القرارات الدولية في ظل صمت دولي صارخ، خاصة بعد إقدام سلطات الاحتلال على طرد بعثة المراقبة الدولية في الخليل بداية العام 2019، أمر اعتبرته ضوءا اخضر لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية والتهويدية”.

كما دعا محافظ الخليل جبرين البكري، كافة أبناء المحافظة إلى النفير العام وتعزيز تواجدهم الدائم في الحرم الإبراهيمي الشريف ضد الهجمة المسعورة من قبل سلطات الاحتلال ومستوطنيه على المسجد، وخاصةً بعد شروع الاحتلال بتنفيذ حفريات لشق طريق وإقامة مصعد للمستوطنين وتغيير المعالم الإسلامية التاريخية للحرم.

أما مدير أوقاف الخليل جمال ابو عرام فأشار إلى، أن الوزارة بالتشاور مع كافة الجهات الفلسطينية والهيئات الرسمية والاهلية اخذت قرارا يقضي بإغلاق كافة المساجد في مدينة الخليل يوم غد الجمعة، ليكون الزحف الجماهيري صوب الحرم للصلاة فية والذود عنه، موضحا ان الاحتلال لن يستطيع تهويد المسجد رغم محاولاته وتهديداته العنصرية التي يسعى من خلالها الى بسط سيطرة المستوطنين بشتى الوسائل عليه.

ودعا المواطنين من كافة ارجاء فلسطين الى الرباط والتواجد داخل الحرم لحمايته، مع تشديده على ضرورة التحرك الجاد داخليا ودوليا من اجل لجم ممارسات واعتداءات الاحتلال المتواصلة على الحرم.

ودعا رئيس بلدية الخليل تيسير ابو سنينة، الكل الفلسطيني، والمجتمع الدولي عامة ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) التي اعتبرت الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة جزءا من التراث العالمي الإنساني المهدد بالخطر، الى التحرك فورا للدفاع عن قراراتها وحماية الحرم من هذا الاعتداء الصارخ على حرمته الدينية والتاريخية.

ونوه ان اسرائيل تضرب بحفرياتها واعتداءاتها كافة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تكفل عدم المساس بالإرث التاريخي والمقدسات الدينية من قِبل الدولة المحتلة بعرض الحائط، في ظل صمت دولي تجاه هذه الجريمة بحق التاريخ العربي والإسلامي والفلسطيني.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى