العجالين بيوم العمل الإنساني: سابقت الزمن لإنقاذ حياة الآخرين
من إيمان المومني- ما تزال فاجعة البحر الميت بتفاصيلها المؤلمة حية في ذاكرة الرقيب زاهر سعد العجالين الذي يعمل غطاسا في الدفاع المدني، رغم مرور أربعة أعوام على حدوثها.
يقول العجالين لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) “أتذكر أحداث ذلك اليوم وكأنّها وقعت قبل دقائق معدودة”، ويضيف “انتابتني مشاعر متناقضة وأنا أشاهد أطفالا يصارعون الموت وسط مياه هادرة… كانت مشاعري مزيجا من التحدي والخوف والشفقة”.
وحالة الحيرة لم تستمر طويلا، إذ استعاد العجالين رباطة جأشه فتوجه مسرعا إلى نقطة الدفاع المدني وهناك ارتدى بدلة الغطس ليبدأ سباقه مع الزمن لإنقاذ أرواح طلاب فاجأتهم سيول الأمطار أثناء رحلتهم إلى منطقة البحر الميت.
وبعد جهد بطولي استمر ساعات طويلة، تمكن العجالين من إنقاذ خمسة أشخاص جرفتهم سيول الأمطار الهادرة، وانتشال جثث أربع ضحايا على الرغم من شعوره بالإعياء والتعب الشديدين.
ويقول عجالين “لو ترددت لحظات ربما لم أكن لأنقذ هؤلاء الأطفال”، ويضيف “كنت في معركة حقيقة مع الزمن وكانت سرعة استجابتي سلاحي الأهم في الإنقاذ”.
وقال رئيس الهلال الأحمر الأردني الدكتور محمد الحديد لـ (بترا): تلخص مجازفة العجالين بحياته لإنقاذ أرواح الآخرين جوهر العمل الإنساني الذي نحتفل بيومه العالمي، إذ “يجازف العاملون في هذا المجال بأرواحهم دون خوف أو تردد لإنقاذ حياة الآخرين دون انتظار مقابل أو حتى التفكير بالعواقب… وهنا تتجلى الإنسانية بالعمل بروح العطاء والبذل لأجل الآخر بأبهى صورهاوأكد أن يوم العمل الإنساني العالمي يعد فرصة لتسليط الضوء على من يواجهون الخطر والتحديات الجمّة من أجل مد يد العون للآخرين، مشيرا إلى أن الاحتفال به هذا العام تحت شعار “السباق من أجل الإنسانية” يأتي للتأكيد على ضرورة العمل بإنسانية وبحب وعطاء وإلهام الناس لمساعدة غيرهم وتقديم يد العون والمساعدة لمن هو بحاجة لها.
وأضاف الحديد: أنه خلال جائحة كورونا، عرّض متطوعو الهلال الأحمر الأردني حياتهم للخطر وكانوا في الصفوف الأمامية أثناء استجابتنا للجائحة دون أَيّمَا تردد وساعدوا أعدادا كبيرة من الناس، فأوصلوا أدوية الأمراض المزمنة لمحتاجيها، وقدموا لهم المساعدة اللازمة لهم في خضم جائحة ألقت بظلالها على جميع أنحاء العالم.
وبين أن طبيعة عملهم تحكمها سبعة مبادئ يتقدمها مبدأ الإنسانية، الذي يُمثل الدافع الأساسي والوحيد وراء أنشطة الهلال الأحمر وبرامجه التي يقدمها للفئات الأشد ضعفا في المجتمعات بغض النظر عن الدّين أو الجنس أو الهوية لصون كرامتهم ومد يد العون لهم لمساعدتهم على أن يحيوا حياة كريمة.
وقال الحديد “نحن نسابق الزمن من أجل الإنسانية لمساعدة الناس خاصة في ظل تغير مناخي يُسبب حالة من الفوضى ازدادت حدتها بشكل غير مسبوق وألحقت أضرارا كبيرة في منازل الناس وسُبُل عيشهم”، داعيا إلى استغلال المناسبة لإلقاء الضوء على الفئات الأكثر تضررا من هذه الظروف التي ستؤثر على الإنسانية جمعاء.
وأشارت رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأردن ساندرا تيتامانتي، إلى أن اللجنة سعت إلى توفير دعم للفئات المتضررة من جائحة كورونا في الأردن لتغطية نفقاتها اليومية ووزعت على نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل خلال الجائحة كمامات ومواد تنظيف وقفازات، مشيرة إلى أن اللجنة، ومنذ تأسيسها عام 1863، تسعى إلى الحد من معاناة ضحايا العنف والنزاعات المسلحة.
وأكدت الناشطة في العمل الإنساني ومؤسسة مبادرة “خلينا نفرحهم” إيمان العكور، إن السباق من أجل الإنسانية هو “سباق من أجل الحياة والفرح والحب وخلق توازن مع كل ما يحيط بنا”.
وأكدت أن الطريق يتطلب تفانيا وصبرا لإحداث التغير المنشود، داعية الجميع إلى خوض هذا السباق حتى وإن كان ما لديهم ليقدموه صغيرا.
يشار أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت يوما للاحتفال بالعمل الإنساني في 19 آب من كل عام وأقرت شعار العام ليكون “سباق من أجل الإنسانية”.–(بترا)