يسرى أبوعنيز تكتب : أحلام ومايا
ما بين الطالبة أحلام ،والطالبة مايا جدعان الناجحتان في إمتحان الثانوية العامة للدورة الماضية صفات مشتركة،فكلاهما كان لديها الإصرار على النجاح،والتفوق في إمتحان التوجيهي لتحقيق أحلامهما رغم ظروفهما الصعبة.
فمايا خالد جدعان ،والتي نالت كل الدعم من أهلها وبالأخص والدتها المعلمة في إحدى المدارس الحكومية ،كما تحدثت لبعض وسائل الإعلام،حققت بعزمها وإصرارها وبصيرتها ما لم يحققه الكثير من الأشخاص الذين يبصرون،وذلك بعد تفوقها في إمتحان الثانوية العامة ،وحصولها على المرتبة الخامسة بين اوائل المملكة في الفرع الأدبي ،وذلك بعد حصولها على معدل 99،15 بالمئة،رغم أنها كفيفة حيث درست بلغة بريل ،ومتحدية وضعها ،وظروفها الخاصة.
ومايا جدعان ،هذه الطالبة المتميزة ،والمتفوقه،والمتحدية لفقدانها بصرها،أنعم عليها الخالق بنور ببصيرتها،لتعوض فقدان البصر،ولتتفوق في دراستها في إمتحان الثانوية العامة ،ومصممة على تحقيق حلمها في دراسة تخصص اللغات الحديثة في الجامعة الأردنية،حيث كانت تطمح للحصول على معدل99بالمئة لدراسة هذا التخصص وتحقيق حلمها ،فكان لها ما أرادت من الحصول على هذا المعدل ،ونتمنى أن تتمكن من تحقيق بقية أحلامها الأخرى في كافة المجالات.
أما أحلام،فقد استطاعت بإصرارها ،تحقيق حلمها بالنجاح في إمتحان الثانوية العامة ،وحصولها على معدل 86 بالمئة ،رغم ظروفها الصعبة،فهي تقيم في بيت شعر بلا كهرباء ولا إنترنت،في ظل التعليم عن في ظل جائحة الكورونا،حيث تصدر هاشتاغ مواقع التواصل الإجتماعي يطالب بضرورة توفير منحة دراسية من الديوان الملكي العامر لهذه الطالبة ،بسبب ظروفها الإستثنائية.
وهنا لا بد أن نقول أن مثل مايا،وأحلام هناك العشرات من الطلبة ومن الجنسين ،الذين تحدوا ظروفهم المعيشية الصعبة،او ظروفهم الصحية و اجتازوا إمتحان الثانوية العامة بنجاح،ومنهم من اجتازه بتفوق ،بعضهم وجد من يقوم بتدريسه،ومنهم حالت ظروفه بينه وبين الدراسة،بسبب عدم حصولهم على منحه،ولا يوجد لأسرته أي نوع من المكارم الملكية ،كما ان بعضهم التحق بجامعة معينة ،بعد أن حصل على مقعد جامعي في إحدى الجامعات الحكومية بسبب تفوقه في إمتحان التوجيهي غير أنه لا يستطيع دفع الرسوم الجامعية ،بسبب ظروفه المادية الصعبة.
ومن هنا فلا بد من دعم طلبتنا ليس ممن تفوقوا في إمتحان التوجيهي فحسب،بل أيضا اولئك الذين يعانون من ظروف صعبة،سواء صحية أو مادية،وتوفير المنح الدراسية الكاملة لهم من قبل وزارة التعليم العالي ،وألا تقتصر على عدد معين من الساعات،إضافة لضرورة دعم الشركات الكبرى ،ورجال الأعمال الطلبة،وذلك من خلال تدريسهم ،والوقوف جنبا إلى جنب مع الحكومة،والأهالي،خاصة بعد هذه الظروف التي نمر بها.