القصة الكاملة لانتحار سماح: راحت وسرّها معها
كانت الساعة تشير إلى السادسة صباحا، الخميس الماضي، عندما كان الهدوء يعم قرية ناهيا بمنطقة كرداسة بمحافظة الجيزة، عدا أحد البيوت، الذي اندلعت فيه صرخات ربة منزل بعد أن شاهدت ابنتها معلقة من رقبتها فوق سطح المنزل، فظلت الأم تطلق صرخاتها حتى نهض ابنها الأكبر، فزعا من نومه، متجها ناحية مصدر الصوت أعلى العقار الذين يقطنون فيه ليجد والدته تقف مكانها، وكأنها هبطت عليها صاعقة، بعدما رأت ابنتها، ليحاول شقيق المجني عليه إنزال جثة شقيقته، أملا في أن يكون بها نبض.
محاولة إنقاذ سماح
ظل شقيق المتوفاة ووالدته يجريان محاولة لإنعاش قلبها وعمل تنفس صناعي لها، لكن الوقت قد فات، وصعدت الروح إلى خالقها، فيبدو ان المتوفاة اختارت الوقت المناسب، واختارت ساعة الموت في وقت كان ينام فيه الجميع، حتى لا تفلح محاولات إنقاذها.
الأم تروي تفاصيل الفاجعة
بدأت الأمر في سرد القصة ودموعها لا تتوقف، قائلة: «إن نجلتها المتوفاة سماح كانت في نهاية الفرقة الثانية لكلية التجارة، وقبل انتهاء العام الدراسي الحالي قررت عدم الذهاب مرة أخرى للجامعة بدون إبداء أي أسباب».
خطوبتان
ونظرا لأن الفتاة مشهود لها بحسن الخلق، فقد تقدم لها أحد جيرانها ووافقت على خطبته، ولكن بعد شهور معدودة قررت فسخ الخطبة، وكان تبريرها هو عدم الارتياح له، ومرت فترة ليست بقليلة وتقدم لها شاب آخر، وفي المرة الأولى لزيارته لهم كانت موافقة وعند الاتفاق على موعد الخطبة غيرت المجني عليها رأيها للسبب نفسه السابق، وهو عدم ارتياح قلبها له.
فكرّت في الانتحار
وتتنهد الأم قبل أن تواصل حديثها قائلة: «ماكنش حد فينا بيزعلها هي كانت دايما تقول مخنوقة، وقبل ما تنتحر بالليل كانت تجلس في بلكونة المنزل وتسامرنا الحديث قليلا، وفي نهاية كلامنا قالت لي إنها مخنوقة، ولما سألتها فيه إيه قالت هو كده لوحدي، حاولت التهدئة من روعها ولكن كان بدون فائدة، لأن من الواضح أنها كانت تخطط لتنفيذ انتحارها منذ فترة، لغاية ما عملت اللي في دماغها».
وتختتم الأم حديثها مرددة: «معرفش ليه عملت كده هى راحت عند اللي خلقها وسرها معاها، لأنها كانت طبيعية جدا ولا تعاني من أي أمراض نفسية، كل اللي فيها إنها كانت دايما تقول مخنوقة لا أكتر ولا أقل».