كاميرا الهاتف، واستباحة الخصوصية نموذج المجتمع المفضوح.
ايمن الخطيب
في الوقت الذي سهلت فيه ، تطور التكتولوجيا ، من حياتنا ، وحولت العالم الى مجتنع صغير يتبادل فيه الاراء والثقافات ، وأثرت فيه التكنولوجيا على كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية،
وفي الوقت الذي تتعامل شعوب العالم مع التكنولوجيا على أساس من العلم المعرفة والاثراء؛
يبدو أن الصورة مختلفة عندنا ، وأن استخدام التكنولوجيا يحدث فقط في الجوانب السلبية والممارسات المراهقة وغير المسؤولة.
لم يعد أحد يشعر بالأمان ، ليس فقط في الأماكن العامة التي يزورها بمفرده أو مع اصدقائه أو افراد عائلته ،
بل ايضا في مساحة منزله وفضاءه الخاص ، الذي يعتبر أكثر المناطق خصوصية وراحة وقدسية للانسان ،
فأنت معرض للاستباحة ، وسط أعداد غفيرة من الفارغين الفضوليين ،
الذين يستسهلون استخدام كاميرا الهاتف ، والتقاط الصور والفيديوهات ، ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي لغايات الشهرة وحصد الإعجابات.
حالة الفراغ الهائلة التي يعيشها المجتمع المحلي الأردني، تشي بمقدار كبير عن بشاعة السلوك الفردي والجمعي معا ،
وتكشف بجسارة عن سقوط المعيار الأخلاقي بشكل مخيف لدينا ،
فأنت منذ اللحظة لست ملكا لنفسك ، بل ملكا للاخرين .
وفي اي وقت أنت عرضة للتشهير والتنمر والتندر ، والكوميديا السخيفة التي يرى من خلالها البعض فرصة للتخفيف عن نفسه ، وتفريغ احتقانه ،
والوهم الذي يعتقد من خلاله أن يعوض خساراته وخروجه من التاريخ المستقبل.
في كل يوم ، تضج وسائل التواصل الاجتماعي على حوادث مجتمعية ،
لم لنكن لنعرف عنها لو الاستخدام السيء للتكنولوجيا ، ولولا رغبة الفضوليين في التعدي على مساحات الاخرين الخاصة،
وهنا ليس المقصود، تبرأة بعض الأفعال المشينة ، التي شاهدناها مؤخرا ، بل هي محاولة لضرورة ضبط استخدام التكنولوجيا، ورسم الحدود ، وتشريع قوانين رادعة،
لأن المسألة باتت لا تميز بين الفعل الفاضح وبين خصوصية الانسان ،
فاختلط الحابل بالنابل ، وبدا المجتمع كله عبارة عن عائلة صغيرة مفضوحة.