ذبح خطيبته السابقة لأنها تزوجت غيره

تزوجت مرتين ولم يُكتب لها النجاح، فأصيبت بحالة من الإحباط جراء عدم التوفيق في زيجتها الأولى والثانية، وباتت نظرات الناس لها تحمل الكثير من اللوم عليها، وبالرغم من أنها كانت مدركة أنها لا ذنب لها فيما تعرضت له، إلا أن كثرة الأقاويل حولها أدخلتها دوامة الشكوك، الأمر الذي جعلها ترتبط بشخص ليس لديه مسكن ولا مهنة، المهم أن تخرج من تلك الدائرة، ولكن سرعان ما أغلقت الدائرة عليها، ولم تخرج منها إلا وهى محمولة على الأعناق ذاهبة إلى مثواها الأخير.

 

كانت لخفة دمها مدللة فى أسرتها، حتى أن معظم طلباتها كانت أوامر، ولم يكن مردود ذلك عليها بالسلب كما هو معروف، فقد كانت عاقلة لا تتحرك خطوة واحدة إلا بحساب، وهذا ما جعلها فى الكثير من الأحيان صاحبة العقل الرشيد، والتى عادة ما تلجأ إليها شقيقتاها الكبرى والصغرى لسماع رأيها، بعد أن تخرجت من مدرسة التجارة تزوجت، ولم يكن التوفيق حليفها، وفي الزيجة الثانية كان الوضع كما هو، عدم توفيق لأسباب كثيرة، إلى هنا ارتضت بنصيبها، لكن لم تكن اسراء تسلم من كلام الناس وهم يتهمونها أنها السبب في فشل زواجها الأول والثاني، حتى أنها بالرغم من يقينها بحجة موقفها وسلامة رأيها وصحة خطواتها كانت تستسلم لكلام الناس، وتدخل فى دوامة تلو دوامة من الاكتئاب الذي لا ينتهي.

 

 

كان «محمود عبد العزيز» ابن قريتها وصاحب الـ 23 عامًا على علم بالحالة التى عليها إسراء، ولأن ظروفه كانت صعبة، حيث لا مسكن ولا مهنة ثابتة يقتات منها، آمل أن توافق عليه إسراء إن هو تقدم لخطبتها، وبالفعل كان أمله على الحق، إذ أنه فور تقدمه لها وافق الأهل، وتمت الخطبة، كانت الوعود الذي ألقاها «محمود» على مسامع أسرتها مجرد وعود، ولم يف بشيء منها، اللهم إلا عمله فقط عامل بوفيه فى قاعة أفراح ويتقاضى مرتبا لا يستطيع منه أن يفتح بيت ويكوّن أسرة، وحتى المرتب لم يكن سببًا، بل ان عدم امتلاكه مسكن أو حتى قدرته على أن يقطن موقتًا بالإيجار جعلت كل المحاولات معه مستحيلة، لذلك رفض الأهل الخطبة وانفصلت «إسراء» عنه بعد أكثر من 6 أشهر خطوبة، وقتها دب في نفسه الغضب، وأشعلته نار الانتقام، وبات ينتظر الفرصة حتى ينتقم منها، وقد كان.

 

 

بعد انفصاله عنها، تقدم لها شاب ارتأت الأسرة فيه كل مقومات الزوج الصالح، وبالفعل تمت الخطبة ومن بعدها الزواج، ويشاء القدر أن يكون زواج «إسراء» فى نفس القاعة التى يعمل بها «محمود»، وأن يقدم لها ولعريسها بحكم عمله فى البوفية المشروبات وهم على «الكوشة»، لن أحدثك عن احساسه وقتها، لكن عليك أن تعرف أن غضبه من فسخ الخطوبة لم يكن واحدا على ألف من غضبه بعد هذا الموقف، كان يراقبها كثيرًا وفكرة الانتقام تختمر فى ذهنه، وعرف أن مسكنها بجوار القاعة التى يعمل بها، وعليه أن يتابع تحركاتها وتحركات زوجها، وعلم أنه يعمل فى السياحة بمحافظة السويس، وأنه يمكث هناك فترات طويلة، لذلك كان يمر يوميًا على البيت ينتظر انقضاء إجازة الزوج وعودته إلى عمله، وبالفعل جاء الموعد، وتيقن من سفر الزوج.

 

الجريمة

عقارب الساعة تشير إلى العاشرة مساءً وقت أن سمعت «إسراء» صوت طرق على الباب، فتحت وإذ بها تفاجأ بخطيبها السابق «محمود» وهو ينظر إليها فى شر مستطير، ومن قبل أن يتفوه بكلمة دفعها داخل الشقة ودخل خلفها، وأغلق الباب وراءه، تهجم عليها محاولًا خنقها، وعندما صرخت خاف أن ينكشف أمره، فأحكم قبضته على فمها، وما هي إلا ثوانٍ معدودات وقد غابت عن الوعي، لكن لكي يتأكد من وفاتها دخل المطبخ مسرعًا، وأحضر سكينًا وذبحها، بعدها قام وغسل السكين ووضعه مكانه فى المطبخ، محاولًا أن يخفي آثار جريمته، ثم سرق هاتفها وذهب وكأنه لم يفعل شيئا.

 

في صباح هذه الليلة التى حدثت فيها الجريمة كانت اسراء عند أسرتها، وعاد معها إلى بيتها ابن بنت خالتها، وفى الوقت الذي صعد فيها «محمود» إلى شقتها وقتلها، كان الطفل يلعب فى الشارع، وحين عودته ظل يطرق الباب دون جدوى، الأمر الذي جعله يعود إلى بيت والدها وأخبر أسرتها بأن «إسراء» لم تفتح له، وعندما اتصلوا بها وجدوا هاتفها مغلقا، عندها دب الرعب فى نفوسهم، فذهب الأب إلى بيتها وكسر الباب، فوجد ابنته غارقة فى دمائها.

 

فور إبلاغ الشرطة، انتقلت قوة أمنية بقيادة الرائد مراد أبو الدهب رئيس مباحث قسم شرطة منوف ومعاونه الأول النقيب مصطفى البش لمكان الحادث، وكذلك انتقل فريق بحثى من النيابة العامة بقيادة القاضى محمد زايد وكيل النائب العام، وقاموا بإجراء معاينة لمسرح الجريمة وتفريغ كاميرات المراقبة المتواجدة بالمكان، والتى تواجدت فى إحدى الشقق المجاورة لشقة المجني عليها، تحرر محضر بالواقعة برقم ٣٥٨٩ لسنة ٢٠٢١م إداري مركز منوف، وبتفريغ الكاميرات تم رصد شخص يرتدى شورت وقميص أبيض دخل الشقة الساعة ١٠ مساءً، وتمكنت الشرطة من تحديد هويته، على الفور أمر المستشار محمد أبو خضرة رئيس محكمة منوف بضبط وإحضار المتهم، كانت اعترافات «محمود» أمام جهات التحقيق بأنه كان خطيب المجنى عليها، وأنه بعد أن ذهب إليها فى هذه الليلة يعاتبها على هجره والزواج بغيره تشاحنا، فخنقها وذبحها، ثم سرق هاتفها المحمول واتلفه حتى يخفى اتصالاته بها، ثم أرشدهم على مكان الملابس التى ارتداها وقت تنفيذ الجريمة وكذلك على المكان الذى اخفى به المحمول التالف، وتم العثور على السكين الذي قتلها به، ثم غسلها لإخفاء أداة الجريمة، وعلى الفور انتقلت النيابة العامة بقيادة القاضى محمد زايد مع قوة مشددة من الشرطة لمكان الواقعة لتمثيل الواقعة، وصدر القرار بحبس المتهم ٤ أيام على ذمة التحقيق، وبعد اعترافه أمام المحكمة تم تجديد الحبس له من قبل القاضى الجزئي لمدة ١٥ يوما لحين صدور تقرير الطب الشرعى.

 

 

في حديثها مع «أخبار الحوادث» قالت والدة إسراء: «مكنش بيشتغل ولا عنده شقة، لكن وافقنا عليه خصوصا بعد طلاق اسراء التاني، وبعدين عرفنا إن محمود بيتعاطى مخدرات، وهو دا اللى خلانا ننهي الخطوبة، لكن من وقتها وهو ماشي وراها فى أى مكان وبيهددها، احنا فى الأول قلنا عشان بيقول كلام عشان يخوفها مش أكتر».

 

 

واستكملت: «كانت اسراء متجوزة جنبنا هنا، ولما كان جوزها بيسافر شغله كانت بتاخد ابن بنت خالتها يقعد معاها فى البيت بدل ما تنام لوحدها، وفي الليلة الحزينة دي دخل علينا وقال إنها مش بتفتح»، ولما راح والدها اكتشف اللي حصل، الغريب إن الجاني بعد اكتشاف الجريمة كان موجود مع الضباط والأدهى أنه سار في جنازتها.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى