يسرى أبوعنيز تكتب : لا للتغول على الصحافة
ما يحدث في الوسط الصحافي في الأردن،وما يتعرض له من هجوم على كافة الأصعدة،يجعلنا نطالب بعدم التغول على الصحافة،ولنقول بالتالي لا للتغول على الصحافة.
نعم لا للتغول على الصحافة لأن ما يحدث يدمي القلوب ،فما بين استثناء ،بل وتهميش حملة شهادة البكالوريوس في الصحافة والإعلام،حتى وصل الحال بمطالبة بعضنا بإغلاق كليات الإعلام في الجامعات حتى لا يكون هناك المزيد من الضحايا،وكذلك حرمانهم من تدريس مادة التربية الإعلامية في مدارسنا ،و جامعاتنا
والإستعانة ب3 ألاف معلم لتدريبهم وتدريس هذه المادة،وحرمان حملة بكالوريوس الصحافة والإعلام من هذا الحق،ومن التعيين.
ولا يقف الوضع عند هذا الحد،بل وصل الأمر إلى تعثر صحفنا الورقية ،وتصفيتها الواحدة تلو الأخرى ،وتشريد الصحافيين بعد فقدانهم عملهم،كما حدث في صحيفة العرب اليوم المندثرة،والمغلقة أبوابها في العام 2013،وفقدان الكثير من الصحافيين لمصدر رزقهم.
واليوم تواجه الصحف اليومية الأخرى ظروفا مالية سيئة ،كما يواجه الكثير من الزملاء مخاوف فقدان مصدر دخلهم،في هذه الظروف السيئة نتيجة لتدهور أوضاع صحفهم،وعدم دعمها ،وتوجه القراء للصحافة الإلكترونية.
أما المواقع الإلكترونية فتواجه اليوم كما تواجه الصحافة هجمة مما يهدد عدد ليس بقليل من الزملاء الصحافيين ،والذين أصبحوا يعتاشوا من خلال العمل فيها،بعد إغلاق الصحف،الأمر الذي يشكل نوعا من التضييق على الصحافيين.
وفي ظل هذه الضغوط،وكل ما يجري حولنا يشير إلى أننا لم نعد سلطة رابعة كما كنا نعتقد،وكما كان يُطلق علينا،بل أصبحنا كالجمل الذي سقط فكثرت السكاكين التي تُريد الانقضاض عليه،وكل من يستلم سلطته ليكون مسؤولا عن كل ما يهم الصحافيين أول من ينقض على هذا القطاع،بحيث أصبحنا عُرضة لإغلاق مواقعنا،وخسارة عملنا،بعد أن أغلقت صحفنا.
من هنا فإننا نناشد أعلى جهة في المملكة بإنصافنا،وإنصاف السلطة الرابعة،وإعادت الهيبة لها كما كانت،لنقوم بدورنا على أكمل وجه ،لكوننا ندافع عن حقوق المواطن ولا نجد من ينصفنا وان وجدنا،فإن مطالبنا لا تتحقق.
كما نطالب الجهات ذات العلاقة بوقف هذا التغول على السلطة الرابعة،وعلى الصحافيين ،ودعم مطالبهم بالغاء كل الأنظمة ،والقوانين التي قد تشكل قيودًا على الصحافة،وعلى الصحافيين ،ونحن في بلد أعلن سيد البلاد منذ سنوات عده بأن حرية الصحافة فيها سقفها السماء ،فهل يتوقف التغول على الصحافة؟.