تعرف على الفهد الأسود زكريا الزبيدي
بعد إعلان مصلحة السجون الإسرائيلية عن فرار ستة سجناء فلسطينيين من سجن جلبوع العسكري عبر فتحة نفق تم حفرها بحسب التحقيقات الأولية، عاد اسم القائد الفتحاوي زكريا الزبيدي إلى الواجهة، بعد نجاحه ورفاقه من جنين بالهروب في اختراق أمني للسجون هو الأول من نوعه الذي تواجهه إسرائيل. فأي دلالات يحملها هروب “الفهد الأسود”، وهو اسمه الحركي ؟
يعد زكريا الزبيدي من أبرز قادة شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، وهو من مواليد مخيم جنين عام ١٩٧٦، عضو سابق في المجلس الثوري لحركة فتح وشارك في الانتفاضة الفلسطينية الثانية و في عمليات ضد قوات الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية.
عاش يتيم الأب منذ سنوات صباه (توفّي والده نتيجة مرض)، وأخذت والدته سميرة على عاتقها تربيته مع سبعة أشقاء، تحمل قصته تناقضات كثيرة. فالأم فتحت باب بيتها لعائلة المسرحي الإسرائيلي جوليانو مير خميس، الذي قُتل عام 2011 في جنين باغتيال بالرصاص، اتُّهم الزبيدي بتنفيذه، واحتُجز على إثر ذلك في سجن أريحا.
ونجا الزبيدي مرات عدة من محاولات اغتيال إسرائيلية، ولم يسلم من الجروح بفعل الإصابات التي تعرض لها، فيما قتلت والدته برصاصة قناص إسرائيلي خلال عملية “الدرع الواقي”. أما شقيقه طه، فقتل خلال ملاحقة الجيش الإسرائيلي له، وحتى بقية أشقائه الستة، ثمة منهم أسرى يقضون حكماً بالمؤبد، ومنزل العائلة أيضاً هدم ثلاث مرات. كل هذا لأن الرجل مسؤول عن “التخطيط لعمليات استشهادية في عمق إسرائيل” قُتل فيها عشرات الإسرائيليين رداً على المجازر التي ارتكبها العدو أثناء الانتفاضة الثانية، وفي مقدمتها تدمير مخيم جنين وحصاره، حيث كان يقيم مع رفاق سلاحه.
وصفه يستحاق أيلان، وهو ضابط سابق في “الشاباك”، بأنه “قطّ شوارع… لطالما حاولنا الإمساك به، لكنه أفلت من أيدينا، والآن أعيد اعتقاله لانخراطه مرة أخرى في أنشطة إرهابية”.
وكان من أبرز المطاردين للجيش الإسرائيلي قبل أن يحصل على عفو هو ومجموعة من المطاردين في منتصف عام ٢٠٠٧ حيث تنحى عن النضال المسلح بعدما قام بتسليم أسلحته الى السلطة الوطنية الفلسطينية وانتقل الى المقاومة الثقافية من خلال المسرح والفنون .
وفي ٢٨ كانون الأول (ديسمبر ) من العام ٢٠١١ ، ألغت إسرائيل العفو عنه واعتقلته وسجنته في سجن جلبوع العسكري شمال فلسطين بعدما صرح جهاز الأمن العام “الشاباك” إن مشاركة زبيدي المزعومة في هجمات إطلاق النار خارج مستوطنة بيت إيل كانت “انتهاكا صارخا وعنيفا لهذه الاتفاقيات”، وبالتالي تبطل اتفاق العفو، وتجعله عرضة للملاحقة القضائية لـ”أنشطته الإرهابية”.