جائحة كوفيد-19 أعادت تأكيد أهمية تعليم المجالات العلمية
يُعزز العالم العربي الشباب المبتكرين الموهوبين، ويتطّلع برنامج نجوم العلوم إلى رعايتهم ومساعدتهم في رحلتهم
:ساهمت جائحة كوفيد-19 في تسريع الثورة الرقمية حول العالم وبالأخص في العالم العربي، وأدّت إلى تعزيز التواصل بين الناس، ومنحتهم القدرة على الوصول إلى المزيد من المعلومات والبيانات ووسائل الإعلام.
لهذه الأسباب يتعيّن على المجتمعات اليوم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن تتبنى التعليم وتُنمّيه في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وذلك وفقًا للبروفسور فؤاد مراد، أقدم أعضاء لجنة تحكيم برنامج نجوم العلوم، وهو البرنامج التعليمي والترفيهي التابع لمؤسسة قطر.
وعن ذلك قال البروفسور مراد: “لم تترك هذه التغيرات المتسارعة في المعرفة التي شهدها عالمنا خياراً للحكومات والأفراد سوى التفاعل معها بإيجابية من خلال تشجيع الأجيال الجديدة على الانخراط في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وإطلاق سياسات من شأنها مساعدة المجتمعات على الاستفادة من هذه التغييرات”.
وشدّد البروفسور مراد، على أهمية نجوم العلوم وقيمته المتقدّمة في العالم العربي، سواء من خلال تقديم مشاريع مبتكرة أو ترسيخ ثقافة ريادة الأعمال في المنطقة؛ يُعدّ مراد من أبرز الداعين إلى الاهتمام بالتعليم في المجالات العلمية ومسؤول التكنولوجيات الرائدة في الأمم المتحدة.
أضاف البروفسور مراد: “إن الأفكار الجديدة المبنية على الابتكار في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات تقدم قيمة مضافة لدول المنطقة الباحثة عن حلول علمية قابلة للتطبيق. لقد نجح برنامج نجوم العلوم في تقديم وترسيخ ثقافة اللا مستحيل لدى الشباب العربي، ليكونوا قادرين على تقديم أفكارهم على امتداد المنطقة”.
وأشار البروفسور مراد إلى أن أفضل السبل لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة في مجالات التعليم والصحة والبطالة وغيرها، هي التركيز على التعليم الموجه لمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وإطلاق المبادرات المبتكرة التي تستهدف جيل الشباب: “إن أفضل الطرق للنجاح في مواجهة التحديات الراهنة لتحقيق التنمية المستدامة تتمثل في إعداد الشباب المتعلم والمُزوّد بمهارات علمية وتمكينهم من تقديم الحلول الملائمة للمشاكل التي تعاني منها المنطقة؛ هؤلاء المبتكرون قادرون على تحويل أفكارهم المبتكرة المبنية على أسس علمية إلى منتجات، الأمر الذي يسهم بخلق الفرص والوظائف للكثيرين، ويثري المجتمعات ويزيدها تماسكاً ويزيد العائلة فخراً”.
يُعزز العالم العربي الشباب المبتكرين الموهوبين، ويتطّلع برنامج نجوم العلوم إلى رعايتهم ومساعدتهم في رحلتهم. وترحب مؤسسة قطر هذا العام بإنضمام الفائز بالموسم العاشر، طبيب جراحة الأعصاب، البروفيسور الدكتور وليد البنا، كعضو في لجنة التحكيم.
وعلّق عضو لجنة التحكيم الدكتور وليد البنا على مشاركته كعضو لجنة تحكيم، قائلاً: “بعد أكثر من عقد على بدايته، لا يزال برنامج نجوم العلوم يثبت كيف يمكن للعالم العربي تشجيع شبابنا الموهوب على السعي وراء التميز العلمي والإستثمار في أفكارهم. لقد جعل هذا البرنامج جوانب الإبتكار وريادة الأعمال موضوعات ممتعة وجذابة، حيث وفر للباحثين والمهندسين والمخترعين مساحة لإطلاق أفكارهم وتطويرها دون قيود، لذلك يسعدني الانضمام إلى لجنة التحكيم لهذا الموسم”.
في عام 2018، أبهر البنا لجنة الحكام والجمهور بإختراعه، نظارات تحليل شبكية العين لصحة الدماغ– وهو عبارة عن كاميرا روبوتية محمولة تقوم بمسح شبكية العين وتدعم مراقبة المرضى بعد تعرضهم لجلطة دماغية. بصفته عضواً في لجنة التحكيم هذا العام لأول مرة، يُضيف دكتور البنا منظوره الفريد إلى البرنامج، ويدفع المبتكرين العرب هذا الموسم لتحقيق طموحاتهم وإطلاق مشاريعهم.
وألقى البروفسور مراد الضوء على التأثير الكبير لبرنامج نجوم العلوم على الشباب العربي وعائلاتهم، مشيراً في هذا الصدد إلى أن الكثير من المبتكرين ممن شاركوا في البرنامج، كانوا أساساً من متابعين هذا البرنامج الذين تحلوا بالشجاعة لتقديم أفكارهم: “ذكر الكثير من المشاركين بالبرنامج بأنهم كانوا لعدة سنوات راغبين بالعمل على أفكار وحلول قبل أن يستغلوا الفرصة المتاحة ويشاركوا بشكل فعلي في البرنامج وينجحوا بإثبات إبداعهم ويساهموا بتغيير حياة الكثيرين من حولهم.”
ينضوي برنامج نجوم العلوم تحت قطاع البحوث والتطوير والابتكار بمؤسسة قطر، كجزء من البرامج والمعاهد المعنية بالتركيز على مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات؛ ويحقق البرنامج ذلك من خلال الوصول لشريحة واسعة من المشاهدين داخل المنطقة وخارجها، وذلك إلى جانب العديد من البرامج والمبادرات الأخرى مثل أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا، وواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، والصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، وغيرها الكثير من مبادرات مؤسسة قطر داخل دولة قطر وخارجها.
وعن هذه المبادرات قال البروفسور مراد: “تسعى مؤسسة قطر من خلال هذه المبادرات المتعددة والمتنوعة إلى تعزيز جهود التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات على امتداد المنطقة، وذلك في مختلف المستويات بداية من التعليم الأساسي وحتى مرحلة إجراء البحوث المتقدمة، ومن مراحل التمويل وحتى مراحل إجراء البحوث والتطوير على المستويات المحلية.”
تابعوا الموسم الجديد ابتداءً من 10 سبتمبر لغاية 22 أكتوبر المقبل، عبر سبع قنوات في المنطقة وعبر موقع البرنامج، حيث سيكون البروفيسور مراد مصدر إرشاد وتوجيه لمجموعة جديدة من المبتكرين العرب، إلى جانب عضو لجنة التحكيم الجديد الأستاذ المساعد الدكتور وليد البنا، الفائز في الموسم العاشر من البرنامج.