يسرى أبوعنيز تكتب : نحن الأردنيون انفجرت زايدتنا
بعد وفاة الطفلة لين قبل عدة أيام في أحد مستشفيات العاصمة عمان وسط المملكة بعد أن انفجرت الزايدة الدودية،ومن قبلها بأيام توفيت طفلة أخرى في محافظة اربد شمال المملكة وهي الطفلة غنى ،وللسبب ذاته بعد وقوع خطأ في تشخيص الحالتين، مما أدى لإنفجار الزائدة الدودية، وبالتالي وفاة هاتين الطفلتين ،ومن هنا نعلنها نحن الأردنيون،نعم نعلنها على الملأ بأن الزائدة الدودية لدينا،طقت وانفجرت.
نعم نحن جميعا انفجرت الزائدة عندنا جميعا فلم نعد قادرين على تحمل هذا الاستهتار بحياتنا،وحياة أطفالنا،من أجل أحد الأطباء الذي نسي القسم الذي أداه من أجل هذه المهنة المقدسة ،والتي تتطلب منه العمل بمهنية عالية،وأمانة ووعي كامل ،لأن الخطأ في هذا الجانب غير مسموح لأن الضحية حتما ستكون روح مواطن ،أو تركه بين الحياة والموت.
انفجرت الزائدة لدينا ،ولم نعد نحتمل هذه الإنتكاسات في هذا القطاع الذي نُقدر ما يقع على عاتقه،ولكننا لسنا مسؤولون عما يحدث،غير أن الزايدة انفجرت منذ انقطاع الاوكسجين عن مرضى مستشفى السلط ليلقى عشرات الأشخاص حتفهم بسبب هذا الخلل،حتى وإن كان بعضهم من المصابين بفايروس الكورونا،إلا أن هذا الخطأ لا يُغتفر حتى لو استقال ،أو أقيل وزير الصحة ،ومدير المستشفى ،وغيرهم من الكوادر الطبية،خطأ لا يغتفر حتى لو كان من كوادر هذا المستشفى لا زال خلف القضبان ،ولا زال يخضع للمحاكمة لأن الضحايا هم أيضا أبناء هذا الوطن ،ومن حقهم الحصول على الرعاية الصحية.
انفجرت الزايدة،ولا زالت تنفجر في كل يوم ونحن نرى ضحايا لا حول لهم ولا قوة يذهبون ضحية لتشخيص خاطئ من طبيب،أو لنتيجة إهمال واضح من أحد كوادرنا الطبية في مختلف مستشفياتنا،لأن الضغط على مؤسساتنا الطبية،والصحية،وقلة الكوادر الطبية والصحية فيها كما يُقال ليس مبررا بأن نخسر في كل يوم المزيد والمزيد من أبناء هذا الوطن ،وبخاصة الفقراء منهم،لعدم مقدرتهم الذهاب لطبيب خاص،رغم أن هؤلاء أيضا يوجد لديهم اخطاء أيضا ،ولكنهم قد يساعدون في سرعة تشخيص المرض،بدلا من الإنتظار لفترة طويلة على قوائم المستشفيات الحكومية ،إلا من رحم ربي.
انفجرت الزايدة لدينا جميعا منذ فترة ليست ببسيطة ،وذلك بسبب البيروقراطية ،والتماطل في كل شيء ،فالقطاع الصحي أولى القطاعات بسرعة التعيين ،سواء للأطباء ،أو الكوادر الطبية والصحية الأخرى ،لأن أبناء الوطن من الخريجين ينتظرون فرصة العمل،سواء من الأطباء ،أو الممرضين ،أو الفنيين حتى وإن كانت الرواتب متدنية ،وذلك ليرفدوا منشآتنا الطبية بالكوادر من جهة،وليتخلصوا من شبح البطالة من جهة أخرى ،التي باتت تؤرق شبابنا.
انفجرت الزايدة،لدينا بعد أن أصبحنا نرى فلذات أكبادنا يدفعون حياتهم ثمنا للإهمال لدى بعض الكوادر الطبية أحيانا،وسوء المعاملة،وعدم الإهتمام في أحيان أخرى،
فكلنا لين ،وغنى حتى ينصلح وضع هذا القطاع الحيوي،ووقف مسلسل الأخطاء الطبية والتي ترتكب بحق أبناء الوطن.