قراءات في خطاب جلالة الملك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحده.

سلمان الحنيفات.

التحديات الابرز التي تواجه العالم ،هي اول ما افتتح به جلالة الملك كلمته في الجمعية العامة للامم المتحده ، حيث اوضح جلالته ان هذه التحديات هي جائحة كورونا التي اثرت على الاقتصاد العالمي، والتغير المناخي الذي يؤثر على جميع دول العالم مما تسبب في تراجع كبير في العديد من القطاعات وأهمها القطاع المائي والقطاع الزراعي الذي يعتبر مركز اقتصادي قوي للعديد من بلدان العالم وقد اشار جلالته الى ان الاردن من افقر دول العالم مائياً وان الاردن يعي هذه الخطورة ولكن لا يستطيع اي بلد مواجهة هذه الخطورة لوحده مشددا على تطوير اساليب جديدة من اجل واجهة هذا التحدي وكل التحديات التي التي تواجهنا كعالم واحد وأنسانية واحدة ، والحروب التي افتعلها العديد من العصابات تحت مسميات عديده ومنها تنظيم داعش الارهابي الذي انتشر مثل السم في الوريد في العديد من دول العالم.
أكد جلالته ان المصلحة المشتركة بين بلداننا في هذا الوقت تتطلب منا التصدي لهذه التحديات بنجاعة،مشدداً جلالتة على ان التركيز على الانجاز؟ فمن غير الممكن تحقيق التغيير الايجابي الذي نصبوا اليه بالتمني ، لذلك يجب ان يكون عملنا منسقاً ومنظماً ليترك اثراً عالمياً حقيقياً.
فمنذ تاسيس دولتنا قبل 100 عام اتخذ الاردن العمل المشترك نهجاً ،فقد عمل الاردن مع شركاءه الاقليميين والدوليين عن كثب لتعزيز السلام والازدهار والاحترام المتبادل حول العالم ، مع اننا ندرك الصعوبات والتحديات ، لكننا نرى الفرص الكبيره لبناء عالم افضل.
القضية الفلسطينية لم تغب عن حديث جلالة الملك في جميع المحافل الدولية التي القى بها خطاباته حيث اكد جلالته على ان الشراكات الدولية والوقوف مع بعضنا البعض لحل اقدم الصراعات في التاريخ الحديث الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وحق الفلسطينيين في بناء دولتهم وعاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة هو من اهم الاولويات التي يجب العمل عليها وانهاء هذا الملف ،فلا يمكن ان يتحقق الامن الفعلي الا من خلال السلام المبني على حل الدولتين، الذي يفضي الى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على خطوط حزيران عام 1967 ، حيث ذكر جلالته الحرب الاخيره على غزه والتي راح ضحيتها المئات من الابرياء ، وأن الوضع الحالي لا يجب ان يستمر على ما هو عليه، وأن المعاناه التي نراها تؤكد ضرورة دعم وكالة الامم المتحدة لأغاثة وتشغيل الاجئين الفلسطينيين .
حق الوصاية على المقدسات الاسلامية ،من اهم ما ذكره جلالة الملك حيث اكد على ان الاردن سيستمر بالحفاظ على الوضع التاريخي،والقانوني القائم في في مدينة القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات، فالقدس الشريف في قلب هذا السلام ، فهي مدينة مقدسة بالنسبة لمليارات الاشخاص حول العالم.
أن الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها الملايين من اشقاءنا اللبنانيين بسبب الاوضاع الاقتصادية ونقص المواد التموينية وعدم وجود الكهرباء وماء وعدم مقدرة هذه الشركات على تقديم خدماتها ،وفي هذا الوقت العصيب يحتاج الشعب اللبناني لدعمنا الكامل من اجل الخروج من هذه الازمة والنهوض من جديد ، لذلك يتطلب منا استجابة دولية نشارك بها جميعاً، ولا ننسى وجود الملايين من اللاجئين على الاراضي اللبنانية الذين يحتاجون الى دعمنا .
ازمة اللاجئين كانت هي ايضاً حاضره في كلمة جلالتة حيث اشار الى ان هذه الازمة التي لا زالت مستمره ، وانه يجب الوقوف الى جانبهم ومساعدتهم من اجل الحفاظ على سلامتهم ، وعودتهم الى بلدانهم في اقرب وقت.
على مدى اجيال قدم الاردن الكثير من التضحيات لمساعدة ملايين من اللاجئين الفارين من الاضطهاد والخطر ، فقد تحمل اعباء هؤلاء اللاجئين واستضافهم وقدم لهم الكثير الكثير من الخدمات ،ولكن؟ رعاية ملايين اللاجئين والمجتمعات المستضيفة لهم هي ايضاً مسؤولية دولية، ويجب على الجميع دعم الدول المستضيفة لهم من خلال برنامج الامم المتحدة والمنظمات.
دعوة جلالة الملك للأستفادة من الموقع الأستراتيجي للاردن على نقطة تلاقي بين آسيا وافريقيا وأوروبا من اجل تسهيل اوسع واستجابة عالمية للتحديات ، فلكل بلد نقاط قوة وقدرات يمكن تسخيرها من اجل التنسيق والتعزيز للعمل الدولي المشترك.
من الملاحظ ان جلالة الملك قد اوصل رسالة الى جميع الحاضرين ان الاردن سيقف دائما خط الدفاع الاول عن قضايا المنطقة والاقليم وان التخلي عمن يحتاجون المساعده ، وترك الابرياء عرضه للخطر وترك الصراعات تستشري دون حلها ، يخدم المتطرفين حول العالم ،الذين يستغلون اليأس والاحباط والغضب الناجمة عن هذه الازمات، وبالرغم اننا كسبنا بعض المعارك الا ان الحرب على الارهاب لم تنتهي ، ولا تزال الحاجة ملحة للعمل العالمي المشترك ، والتصدي لهذه المشكلة برمتها ، واستمرار الاردن بالعمل عن قرب مع شركائه، بحيث يمكننا سوية إعادة التفكير وإعادة توجية عالمنا عن الخطر .

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى