قصائد تستذكر “سماوي” و”الزيودي” وتتأمل “نبوءة الغيم”
الطفيلة - نضال برقان
ضمن برنامج الشعر في مهرجان جرش للثقافة والفنون، الذي تشرف عليه رابطة الكتاب، ويقام في عدد من محافظات المملكة، أقيمت مساء أمس (29/9/2021)، في محافظة الطفيلة/ قاعة البلدية، أمسية بمشاركة الشعراء: د. هشام القواسمة، ود. عاطف العيايدة، وزكريا الزغاميم، ونضال برقان فيما أدار مفردات الأمسية د. سالم الفقير مدير ثقافة المحافظة.
وفي مستهل الأمسية رحب د. الفقير بالحضور والمشاركين، وقال: “لأن شعير الأرض أقرب إليها من قمحها نحن هنا! ولأن زيت زيتون الطفيلة كان يجمِّل قناديل الخليل، ويبعث فيها الدفء والنور…نحن هنا!! ولأن هذا الوطن -من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه- لا ينبئك إلا بخير…نحن هنا! وأنا كلما هممت بمفردة أطلت الوقوف عليها، وأنا ابن الجنوب الذي لا ترهقه المفردات؛ فليس الوقوفُ أمام هذه القامات بالأمر الهين اللين، حيث تستقي عربيتها من صحراء لونت وجوههم، وصلَّبت أعوادهم بين حر وقر، فكانوا درعا حصينا وسرجا حصيفا، على خيل عتاق ضامرة كأنها في مجال السبق عقبان. نحن هنا مع إنسان يليق بالمكان، في زمان أحوج ما يكون إلينا.. هي هكذا تقاسيم الوطن! حبٌّ وشغف وهُيام…هي هكذا تأويبات العجائز في أكمامهنَّ.. ولأن الصدى ما عاد يأتي من قمم الجبال، إنما من رؤوس الرجال..في وطن الرجال…في بلد الرجال…كان الوطن!”.
القراءة الأولى كانت للقواسمة، الذي انحاز للمكان وأهله، مستحضرا الرموز التاريخية، كما في قصيدته “عفرا لافتة الجدار الجنوبي”، التي يقول فيها:
“أنا وحدي/ وهذا الليل يشعلني/ شعاعًا وسط عتمتهِ/ يشاغلني/ وقد شدو وثاقي فوق أرصفة الصخورِ/ ألا من ذا يبلغها/ بأن حبيبها أمضى/ بليل العتم منطرحا/ من الأشواق يبكيها/ وأرسى حين جاش الماء مركبه/ وطأطأ رأسه خشعا/ فذاكرة المكان لها/ بهذا السفر آيات/ من الأشجان تخفيها/ بوادي الحزن في (عفرا)/ وتقتلني/ مخالب من صخور الحزن والذكرى..”. كما قرأ القواسمة قصيدة “نبـوءة الغيـم”.
وقرأ الزغاميم قصيدة استحضر من خلالها ذكرى الشاعر الراحل حبيب الزيودي، قبل أن يقرأ قصيدة أخرى بعنوان “إلى الفصيح”، ويقول فيها:
“ها أنت تودعها الأهلين والوطنا/ منذ انتعلت طريق العيس مفتتنا/ ها أنت تذرفها دمعا من اليمنى/ حتى انعطفت على دمعاتها وهنا/ يحتلك الوجد فيما أنت تسلمه/ ما ظلّ منك على أسفلتها وطنا..”.
واستحضر د. العيايدة ذكرى الشاعر الراحل جريس سماويّ، عبر قصيدته “وداعٌ واسترجاع”، وفيها يقول:
“إنْ غبتَ ما غابَ ذاكَ الطّيفُ يا قمرا/ أبكيتَ بعدكَ عشبَ الأرضِ والشّجرا/ وجهٌ تعطّرَ بالدّحنونِ من زمنٍ/ وفي جداولَ من ماءِ الهوى غُمرا/ يا جريسُ الشّعراءُ حالمونَ هنا/ بأنَّ مثلكَ كانَ بيننا قدرا/ أنتَ السّماويّ لو أُعْطِيتَ أجنحةً/ لطرتَ نحوَ سماءٍ تعشقُ السّفرا/ وعدتَ تحملُ أخبارًا وتكتبُها/ شعرًا وتسرُدُها في سمعِنا عبَرا/ قبلَ الوداعِ نقشتَ الحبَّ أغنيةً/ من قبلِ لقياكَ لمْ تعرفْ لها وترا..”.
وكانت القراءة التالية لبرقان، الذي قرأ “عيني بعينك”، و”صور عائلية”، وفي الأولى يقول:
” عيني بعينك يا رحمنُ لم تزلِ/ والقلبُ باسمك طوّافٌ بلا كللِ/ الروحُ تجري وقد ناديتَها قبسًا/ وتعبرُ البحرَ، من وجدٍ، بلا بللِ/ ما قلت: وصلَـك، يكفيني تصورُه/ وذي رياحُكَ تبقيني على أملِ/ “يا حيُّ”.. ملتجئي، “يا حيُّ”.. معتزَلي/ “يا حيُّ”.. خمرُ الهوى للعاشقِ الثملِ/ ما كنتُ أطرقُ أبوابَ الهوى بيدي/ بل كنتُ أطرقُها بالقلبِ.. والمُقلِ/ لي في سمائك نجماتٌ تضيءُ دمي/ ونجمةٌ.. هي في عينِ الحقيقةِ لي/ في غيرِ كفَّـك عينُ القلبِ ما هجعت/ في غير ظلِّـكِ لم أعبأ بمحتفلِ..”.
وفي ختام الأمسية تم توزيع الدروع التكريمية على المشاريكن.
وكانت أقيمت يوم أمس، وضمن البرنامج نفسه، أمسية في محافظة السلط، وقد استضافها فرع رابطة الكتاب في المحافظة، بمشاركة الشعراء: أحمد القدومي، وكامل النصيرات، ومحمد النبالي، وتفاحة بطارسة، سهى حدادين، وعبد الله أبو شميس، وقيس قوقزة، وخالد السبتي، فيما أدار مفردات الأمسية الأديب حسين العمري.