ابتكارات نجوم العلوم تلقي الضوء على أهمية “الطب الرقمي” في ظل جائحة كورونا
البرنامج التعليمي الترفيهي "نجوم العلوم" من مؤسسة قطر يدعم المخترعين العرب من ذوي الاهتمامات الطبية منذ عام 9200، ويرحب بمتسابقين جدد في هذا المجال في موسمه الثالث عشر
فرضت جائحة كوفيد-19 منذ انتشارها قبل أكثر من عام، التكيّف مع واقع جديد بين عشية وضحاها، لا سيما في قطاع الرعاية الصحية حول العالم، حيث امتلأت العديد من المستشفيات والعيادات حول العالم بالمرضى بسبب الانتشار السريع لفيروس كورونا. وبالإضافة إلى ذلك، فرضت الحكومات في جميع أنحاء العالم قيودًا للحد بشكل كبير من الاتصال المباشر بين الناس، في محاولة لوقف انتشار الجائحة، الأمر الذي ترك انعكاسات على خدمات الرعاية الصحية في جميع المجالات.
ولا تزال مؤسسات الرعاية الصحية تجهد في محاولة منها لتعويض الانقطاعات الكبيرة في خدماتها الأساسية، حسب دراسة استقصائية أجرتها منظمة الصحة العالمية في الفترة من أكتوبر 2020 إلى فبراير 2021، أشارت فيها إلى أنه ف أكثر من نصف الدول التي شملتها الدراسة اعتمدت قطاعات الرعاية الصحية طرقًا بديلة لتقديم الرعاية، بما في ذلك زيادة استخدامها لطرق الطب الرقمي وغيرها، في محاولة منها للتصدي لهذا الخلل.
ويؤكد الدكتور وليد البنا، الفائز بالموسم العاشر والعضو الجديد في لجنة تحكيم البرنامج للموسم الحالي الثالث عشر، أن برنامج نجوم العلوم ساعد في سد الفجوات التي تعاني منها المنطقة فيما يتعلق بعلوم الرعاية الصحية، حيث يركز جزء كبير من المتسابقين كل عام على تقديم تقنيات طبية رائدة.
ويضيف البنا: “نحن بحاجة ماسة إلى مثل المبتكرين المبدعين الذين يركزون على ابتكار حلول للمشكلات التي نعاني منها راهنًا. وقد شهد البرنامج مشاركة عددٍ غير قليل من المشتركين الذين ساهموا في ابتكار مشاريع جديدة في مجال الطب والطب الرقمي”.
يتميز الموسم الحالي الثالث عشر من برنامج نجوم العلوم بوجود اختراعين واعدين في مجال الطب الرقمي. إذ يقدم مهندس الطب الحيوي اليمني مجيب الرحمن الحروش، جهازًا محمولًا لقياس تدفق الدم الكلوي، والذي يقوم بتشخيص المراحل الأولى للفشل الكلوي، باستخدام مستشعرات حيوية غير جراحية يتم توصيلها بالجلد. ويقوم هذا الجهاز بإرسال البيانات التي تلتقطها المستشعرات إلى الأطباء عبر شبكات لاسلكية، مما يعزز كفاءة استخدام الموارد من خلال تقليل الاستشارات الطبية التي تتم وجهاً لوجه.
كما واستحق خبير الحاسوب اللبناني أسامة قنواتي مكانه في هذا الموسم من البرنامج عبر تقديمه قميصًا طبيًا للمعاينة عن بُعد. يعمل هذا القميص على مراقبة رئتي المريض من خلال الجمع بين عدة سماعات رقمية وتكنولوجيا لاسلكية لتحديد أمراض الجهاز التنفسي المزمنة في مراحلها المبكرة بما يسهل العلاج الوقائي لهذه الحالات. ويتم نقل البيانات والتحليل إلى الطبيب، مع تنبيه المستخدم من خلال هاتفه النقال في حال اكتشاف أي خلل.
ويُعد برنامج نجوم العلوم، مبادرة مؤسسة قطر التعليمية الترفيهية، التي تستكمل خطط قطر لتعزيز الأبحاث في مجال الطب والصحة الرقمية منذ إطلاقه في عام 9200، حيث قدّم العديد من خريجي البرنامج اختراعات طبية مبتكرة، تحوّل بعضها إلى مشاريع عالمية ناجحة اليوم.
ومن أولئك المبتكر اللبناني زياد سنكري، الذي شارك في الموسم الثالث من البرنامج وابتكر جهاز “LifeSense”. يعمل الجهاز كنظام مراقبة عن بُعد قادر على رصد الفشل القلبي المحتمل، وتوفير الرعاية لمرضى القلب أثناء ممارسة حياتهم اليومية، وذلك من خلال الجمع بين القدرة على مراقبة القلب وإمكانية الاتصال بشبكة الهاتف المتحرك.
وبعد فوزه بالمركز الثاني في العام 2011، حصل زياد على منحة من واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، ليعمل على تطوير جهازه بشكل تجاري ليتمكن من بعدها من إطلاق شركته “CardioDiagnostics”، التي تخدم حاليًا عشرات آلاف المرضى في الولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط.
في عام 2015، التقى زياد سنكري بالرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بعد أن تم دعوته لزيارة البيت الأبيض نظرًا لإسهاماته في تحسين الرعاية الصحية من خلال ريادة الأعمال.
مع استمرار اكتساب العلاج عن بُعد مكانة بارزة في قطاع الرعاية الصحية العالمي، سيكون للمخترعين أمثال مجيب الحروش وأسامة قنواتي دور مهم يلعبونه على هذا الصعيد، خاصة مع انتقالنا إلى عالم ما بعد كوفيد-19. وسيواصل برنامج نجوم العلوم، دوره كمبادرة متعددة المستويات في المنطقة، لدعم المخترعين العرب الشباب في جهودهم لتقديم تقنيات جديدة تعزز استخدام الطب الرقمي في المنطقة.