إنزلاق جيولوجي عظيم كنصف حفرة نيزك جنوب البترا… معلم سياحي جاذب
كتب أ.د. محمد الفرجات
لطالما شدني خلال زياراتي وسفري عبر الطيبة والراجف جنوب إقليم البترا مورفولوجية الجبال الشرقية هناك، فهي تمتد بمكاشف طبقاتها المتعاقبة بترتيب يهيأ لمن يدقق النظر وكأنه في حفرة نيزكية عظيمة.
تقع مدينة الطيبة وقرية الراجف على مصاطب سفح الجبل المذكور، فتطل على الأودية التي تتصل بوادي عربة، لتكشف في الليالي الواضحة الرؤية قرى ومدن فلسطين، ببانوراما جميلة ساحرة وكأنها من الخيال.
صدع البحر الميت التحويلي الإنفتاحي ذات الحفرة الإنهدامية العملاقة، كان قد أدى إلى تصدع فإنزلاق وتفتت الجزء الغربي من الكتلة الصخرية للجبل المذكور، وأخذ شكلا نصف دائري، ليظهر للعيان من الأرض ومن الجو وكأن نيزكا كان قد ضرب المنطقة وشكل فيها هذه المورفولوجية، ليبدو وكأنه نصف صحن عملاق.
الناظر للمنطقة عبر صور القوقل للأرض وللوهلة الأولى، سيظن بأن نيزكا كان قد ضرب المكان وأحدث فيه الحفرة العملاقة، ليقوم صدع البحر الميت بعد ذلك بعمله بقص وإبتلاع النصف الغربي من هذه الحفرة.
جسد حفرة الإنهدام الواقع في حدود وإمتداد أنظمة الصدع التحويلي النشط، ما زال يبتلع ما يصله من رسوبيات عبر الأودية الشرقية والغربية عبر السيول والفيضانات، لتشكل العملية مثالا واضحا في دورة الصخور في الطبيعة.
قمت بجمع بعض الصور والنماذج عبر القوقل إيرث للمنطقة، وأرفقها بالمقال، ويمكن للقاريء بالفعل تتبع ذلك عبر ذات التقنية، ليرى الصورة كاملة ببعدين وبثلاثة أبعاد، وبتكبير مختلف.
العملية برمتها تشكل منتجا سياحيا رائعا وجاذبا وغير تقليدي، نضعه اليوم أمام مجلس سلطة إقليم البترا التنموي السياحي، خاصة وأننا بصدد البحث عما يجذب السائح وفي ظل تبعات وباء كورونا، والذي ألحق الضرر بقطاع السياحة.
قد يكون أمرا مميزا جدا عند تأسيس متحف جيولوجي على سفوح الجبال شرق الطيبة أو الراجف، فيقدم للسائح وعبر واجهة تطل على الغرب درسا جيولوجيا حيا ومشهدا لا مثيل له.
تمثل السياحة الجيولوجية مقصدا سياحيا هاما، ولدينا من شأنه زيادة الجذب السياحي إضافة إلى زيادة فترة مكوث السائح لدينا، لنصبح مقصدا سياحيا عالميا مباشرا.