الأردنية حمدة توفيت بعد تعرضها للاهانة والاساءة والصراخ من قبل رئيسها في العمل
توفيت حمده الخياطة الأردنية العاملة بإحدى مشاغل الخياطة في منطقة الازرق فور تعرضها لنوبة غضب وحزن شديدين خلال عملها، ما أدى الى انفجار في (ام الدم الخلقية ) الذي أحدث نزف دموي شديد وذلك بعد تعرضها للاهانة والإساءة والصراخ عليها من قبل رئيسها في العمل، اذ لم يكن امامها الا ان تستنجد بمشاعرها لتعبر عن احتجاجها ضد العنف الذي مورس عليها وتهديدها بقطع رزقها.
العنف المرتكب في العمل قد يؤدي إلى الوفاة وربما هذا ما يجهله كثر من أرباب العمل، الذين يمارسون الضغط النفسي على العاملين داخل أماكن العمل متجاهلين مشاعر العاملين لديهم.
قضية حمدة وصلت الى مكتب مدعي عام الأزرق الذي باشر التحقيق بالشكوى بحق المتسببين في الوفاة وفق ما كشف عنه القاضي السابق لدى محكمة الجنايات الكبرى المحامي نائل العموش الذي قدم لائحة شكوى بناء على التقارير الطبية وتقرير التشريح وأقوال شهود العيان وأقوال ذوي المتوفيه.
وقال العموش إن قضية حمدة من القضايا التي يجب تسليط الضوء عليها والتعامل معها كقضية رأي عام لكونها تشكل عنفا داخل المؤسسات والشركات الربحية التي تعمل على توظيف الأشخاص من الطبقة الفقيرة والمحتاجين للعمل لسد احتياجاتهم من خلال مهن يمارسونها لتمكنهم من العيش الكريم.
وتفيد اللائحة والتي أقيمت من قبل زوج السيدة واطفالها القصرالثلاث الى جانب والدتها وشقيقيها ضد الشركة التي يملكها أجانب من الجنسية الاسيوية، والتي كانت المتوفية تعمل بها بوظيفة خياطة، وبشكوى الايذاء النفسي والمعنوي والاكراه المفضي الى القتل بالاشتراك بحدود احكام المواد 326 و330 و76 من قانون العقوبات الأردني.
وتقول الوقائع الواردة بالشكوى إن المجني عليها كانت تعمل لدى المشتكى عليهم بوظيفة خياطه منذ حوالي سنة.
والمجني عليها لا تعاني من اية أمراض او إصابات وهي تتمتع بصحة جيدة وبنية جسمية صحية جيدة ولم يسبق لها أن اشتكت من اية أمراض أثناء فترة عملها.
وبالأيام الأخيرة تم ممارسة ضغوط نفسية ومعنوية عليها وبتاريخ 3092021 صباحا واثناء قيام المجني عليها بعملها داخل المشغل كالمعتاد قام المشتكىة عليهم وعددهم 7 بالضغط على المجني عليها وايلامها نفسيا ومعنويا ومحاولة اكراهها على العمل او تركه مما أدى الى دخولها في نوبة بكاء وغضب وانفعال شديدين ما أدى الى سقوطها داخل المشغل وأمام العاملين والمشتكى عليهم ودخولها في غيبوبة، وهذا واضح من خلال تصوير الكاميرات داخل المشغل ومكتب المشتكى عليهم، والمؤيد بالتقارير الطبية والخبرة الفنية الطبية التي علل سبب الوفاة بشكل واضح لا لبس فيه.
وقائع الشكوى
1 – تم نقل المجني عليها الى المركز الصحي وتبين انها قد توفيت داخل المشغل وقبل وصولها اليهم.
2 – تبين ان سبب موت المجني عليها هوانفجارام الدم الدماغية وتمزقها مما أدى الى النزف الدماغيوموتها نتيجة لذلك .
3 – بينت التقارير الطبية ان المجني عليها المتوفاه لا تعاني من اية إصابات او امراض أدت الى مقتلها او أدت الى الموت المفاجئ.
4 – تبين من تقرير التشريح وتقارير الأطباء ان الضغط النفسي والعصبي والتوتر الذي تعرضت له المجني عليها أدى الى هذه الإصابات والى الموت المفاجئ وحصرت التقارير الطبية سبب الموت والوفاة بذلك .
5 – أفادت لائحة الشكوى ان أفعال المشتكى عليهم جميعا قد شكلت جنايتي القتل القصد بالاشتراك او الايذاء المفضي الى الموت بحدود المواد 326 و330 من قانون العقوبات الأردني وهي جرائم يعاقب عليها القانون .
وطالب المحامي العموش التحقيق مع المشتكى عليهم السبعة واحالة الشكوى إلى مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى حسب الاختصاص.
وفي السياق ذاته أفاد تقرير الطب الشرعي (الكشف على الجثة) بأن حمده وصلت الى المركز الصحي متوفية بتاريخ 3092021، اذ وجدت الجثة بأنها خالية من اية علامات اصابية، كما أظهر تشريح الجثة وجود نزف دموي واسع اسفل عنكبوتية الدماغ وانفجار في ام الدماغ الخلقية وتجمع دموي متجلط بكمية كبيرة حول “أم الدم”.
وعلل سبب الوفاة بالنزف الدموي تحت عنكبوتية الدماغ الناتج عن انفجار “أم الدم” الشرياني لحلقة ويليس.
كما فند تقرير الخبرة الفنية والراي الطبي الموقع من 3 أطباء استشاري جراحة عامة واستشاري أمراض باطنية واستشاري طب شرعي حول أسباب انفجار “أم الدم” الدماغية بعدة أسباب من بينها ارتفاع ضغط الدم المفرط هو أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي الى انفجار “أم الدم” الدماغية والنزيف تحت العنكبوتية بالدماغ، وهي المشاعر القوية الغاضبة مثل الانزعاج او الغضب والانفعال حيث ترفع ضغط الدم ويمكن أن تتسبب بعد ذلك في تمزق الاوعية الدموية، ويمكن أن يؤدي الاجهاد الى ارتفاع الضغط في الدماغ وقد يؤدي الى تمزق تمدد الاوعية الدموية.
قضية المرحومة حمدة تفتح ملف حقوق العاملين بالحفاظ على كرامتهم وانسايتهم داخل المؤسسات والشركات التي تعمل على توظيف العمالة المحلية باقل الأجور.