يسرى أبوعنيز تكتب: كفى لضحايا المشاجرات
ألمنا ما وصل به الحال،حتى بتنا نفقد فلذات أكبادنا،أو أخواننا،أو أعزاء على قلوبنا في مشاجرات تقع في مختلف أنحاء المملكة ،وأحيانا تكون لأسباب،ودوافع لا تستحق كل هذا ،ولا تستحق أن نخسر من خسرنا بسببها.
وألمنا أكثر ما نتج يوم أمس عن تلك المشاجرة والتي وقعت غربي مدينة اربد،وخصوصا فقدان شابين من عائلة واحدة بعد تعرضهما للطعن من قبل أحد الأشخاص.
ألمنا أن تخسر عائلة شابين من افرادها في حادثة كهذه،وهم أخوة في مقتبل العمر،ليدفعوا حياتهم ثمنا لمشاجرة عائلية،تاركين خلفهم حسرة في قلوب الأهل ،و الأقارب،وقبل هذا كله حسرة في قلوب عائلتهم.
هي خسارة لا توازيها خسارة عندما نخسر شبابنا الذي نراهن على أن يكونوا بناة الغد،وصناع المستقبل في مشاجرات لا تكاد تخلو منها شوارعنا،ولا قرانا ومدننا،والنتيجة خسائر بشرية فادحة،وكأننا نقول للموت تربص بنا،فنحن بانتطارك.
نعم خسارتنا كبيرة ليس لأننا فقدنا في هذه المشاجرة اثنين من شبابنا،وهم أخوة ،بل إن خسارتنا أكبر لكوننا أصبحنا نعيش في زمن لا يخلو من المشاجرات العشائرية، والعائلية والمصيبة الكبرى اننا نخسر،ويخسر الوطن المزيد من شبابه وهم في قمة العطاء.
لا نعلم ما الذي دفع هؤلاء لهذه المشاجرة،ولا أسباب طعنهم،ولا نعلم أيضا ما الذي يدفعنا لمثل هذه المشاجرات لكن هناك حتما أسبابا عظيمة تدفع شبابنا للإقدام عليها،وقد يكون الفراغ الناتج عن الفقر والبطالة من ابرز هذه الأسباب،خاصة في ظل تردي الأوضاع بالنسبة للمواطن،وعزوف الشباب عن الزواج ،وارتفاع نسب العنوسة نتيجة لارتفاع تكاليف المعيشة لدى شريحة كبيره في المجتمع الأردني ،خاصة بعد أن القت جائحة الكورونا بنفسها على كافة جوانب الحياة.
هذه المشاجرات التي قد تقع أحيانا لأسباب بسيطة جدا ،وقد تكون لسبب لا يستحق كل ذلك حرمتنا من عدد كبير من ابنائنا
الذين ذهبوا ضحية لهذه المشاجرات دون ارتكابهم اي ذنب،وإنما كانوا ضحايا لمثل هذه التصرفات غير المسؤوله،وإن دخلنا في تعداد الضحايا المشاجرات فإن القائمة تطول وتطول.
ومن هنا فإننا نقول كفى للمشاجرات،وكفى لفقدان المزيد من الضحايا ،لأن الوطن أولا،والأهل ثانيا بحاجة لكل شاب يُقتل في هذه المشاجرات نتيجة طعنة ،أو رصاصة،أو حجر،أو اية وسيلة قد تقضي على نفس بشرية بسبب خلاف قد لا يستحق كل هذا العنف،ولا يستحق أن نقتل نفس بشرية بسببها.